العصب السابع عادل إمام.. زعيم متخاذل.!! شمائل النور (ما عندناش ستات تشتغل في الفن).. هذه العبارة كانت قبل أيام تضج بها ساحات الإعلام الفنّي، فقد قالها عادل إمام رداً على ابنته التي أبدت رغبتها في العمل السينمائي، وكانت مجلة زهرة الخليج قد أجرت مع الزعيم حواراً تمخض عنه استياء مبالغ فيه في الوسط الفني، فقد عبّر الزعيم عن رأيه في عمل النساء في الفن برفضه البتة لابنته العمل في السينما، وقال حينها مبرراً (إنتو عايزيني اشوف بنتي بتتباس وأقول الله البوسة طلعت حلوة في الفيلم؟)، فعندما قالوا له إنّك تناقض نفسك بنفسك، لأنّك أديت ذات الأدوار مع الممثلات، ردّ (أنا لم أجبر فنانة تعمل معي على القبلة أبداً، فلو كانت الفنانة لا تريد ذلك فلن يجبرها أحد.. والعايزة تتباس هي حرة، وأي فنانة اتباست.. يبقى قبضت ثمن الدور اللي قدمته فنياً). إذا السينما في نظر الزعيم لا تنجح إلا بالمشاهد الساخنة، ولا وجود للسينما النظيفة في عقلية الزعيم، شخصياً أُحبطت جداً من حديث الزعيم ليس دفاعاً عن الفنانات النساء، لكن الزعيم يصف الفنانات بصورة غير مباشرة بالعاهرات ويُبرئ نفسه، وللأسف صفق له الكثيرون ووصفوه بالشريف الذي يحمي عرضه، إذاً الزعيم يؤدي رسالة ولا يؤمن بها جملة، ولأنّ المبدأ يجب أن يكون واحداً. الزعيم الذي أحبّه كل العالم العربي والإسلامي بدرجة واحدة، وحفرت عباراته اللاذعة في وجدان كل الشعوب ووهب فنّه ورسالته منحازاً للشعب وكارهاً للأنظمة الديكتاتورية وكاشفاً مواطن الفساد فيها، الآن الزعيم يصف الثورة المصرية الكبرى ب (قلة أدب) ووصف المتظاهرين بأنّهم لا ينتمون إلى الشعب المصري، هكذا يرى الزعيم عادل إمام الثورة مجرد عمل غوغائي، نعم هو الزعيم.. عادل إمام. إنّ انتماء الفنانين إلى الأنظمة السياسية وخصوصاً الحاكمة منها يُفقد الفنان الكثير من حب الجمهور ويستقطع منه مساحات واسعة من الاحترام. عندما غنّى الفنان الشاب جمال فرفور في حملة الرئيس عمر البشير الانتخابية تعرض لهجوم واسع، ولم نرضها له حينها، ليس من باب أننا لا نحب هذه الحكومة لكن الفن لا تقل حرمته عن المال العام لا يجب أن يخصخص أبداً، هذا فنان سوداني لم يتعد حدود السودان الجغرافية فما بالك بفنان مثل الزعيم.. عادل إمام ليس فناناً عادياً، فقد استطاع الزعيم أن يساهم بشكل كبير في تشكيل مدرسة اجتماعية تناهض الأنظمة المستبدة والفاسدة، ولم يخلُ مشواره الفني الطويل من انحياز للشعوب، وها هو يصف هذه الشعوب التي تطالب بحقوقها ب (قليلة الأدب). الزعيم عادل إمام ورغم مشواره الحافل بالإنجاز الإنساني أخشى أن يختم حياته بالجبن والتخاذل ويمسح مشوار السنين بكلمة واحدة، أنقذ نفسك يا زعيم، ارجع بذاكرتك إلى الوراء، وتذكّر تاريخك الناصع، تذكّر عملاً واحداً من أعمالك، قبل أن يقاطعك شعبك الذي يروّج الآن لمقاطعة جميع أعمال الزعيم.. الحكومات ذاهبة والشعوب باقية، وأنت منها وإليها.. لا تجعل سوء الخاتمة يلحق بك. التيار