[email protected] كتب أمين حسن عمر في السوداني –الخميس 3 فبراير 2011- حول ضرورة التغيير. وأدعى في البداية إدعاءا عظيما بأن المؤتمر الوطني كان مقداما في اجتراح المبادرات. ولكن هذا الإدعاء لا تسنده الشواهد الموضوعية العديدة والتي ،على العكس من ذلك تماما، تثبت أن المؤتمر والانقاذ تثبت في كل محك أنها تنظيم غايته النهائية التمسك بالسلطة والثروة مع تجيير كافة إمكانات ومقدرات الوطن لذلك. ولو كان المؤتمر كما يدعي أمين –أمينا ومقداما لما وصلنا الى هذا المأزق والشواهد عديدة نورد أهمها فيما يلي : أولا: وأول ما يؤيد ما ذهبنا اليه أن الانقاذ هذه قد جاءت للسلطة بخداع الناس وغشهم وسرقتهم...ومرور الزمن لن يغير من هذه الحقيقية الساطعة شيئا بل تقف الانقاذ في هذا المكان جنبا الى جنب مع كل الانقلابيين وسارقي إرادة الشعوب في الداخل والخارج. ثانيا: حرصت الانقاذ على استبعاد الآخر في كل مناسبة اتيحت لها لتثبت ، وخاصة في المناسبات الحاسمة ، والتي لو اجترحتها الانقاذ بالفعل لجاز للاستاذ أمين الإدعاء الذي جاء به. ففي حالة نيفاشا بدلا من أن تحرص الانقاذ على مشاركة القوى السياسية الأخرى لها في تحويل الاتفاق الى اتفق وطني شامل رفضت ذلك كما رفضت معها الحركة الشعبية ذلك أيضا بدون أي سبب الا حرصا في استبعاد الآخر. ثالثا: لم تكتف بذلك وعندما جاءت الانتخابات وبدلا من الحرص على شفافيتها والحرص في سبيل ذلك على أن تتم الرقابة عليها بأرفع المعايير القانونية والدولية فأن الانقاذ مضت في طريق استخدام كافة موارد الدولة وعادت الى ممارستها المحترفة في التزوير والخداع مما أدى الى امتناع أغلب الناس عنها. رابعا: تتمادى الانقاذ في الرفض باشراك الآخرين لحل المشاكل الوطنية في دارفور أيضا. وقد دعى العديدون الانقاذ الى حوار وطني جامع لحل مشاكل الوطن على نسق نيفاشا وإعادة النظر في البناء الدستوري للدولة ولكنها بدلا من ذلك سعت الى حل المشكل بطرق قمعية أدت الى ما أدت اليه من إدخال البلاد في مأزق الجنائية وصار الشأن السوداني شأن كل الدول الأخرى ما عدا السودانيين. من ناحية أخرى سعت الى حل المشكل باضعاف الحركات الأخرى وهو حل أدى الى تقسيمها وتشظيتها. خامسا: يدعي امين الانقاذ لها قاعدة جماهيرية عريضة ومقدرة حركية ...فيقول \"..فالانقاذ ليست قاعدة شعبية واسعة فحسب بل هي كيان تنظيمي له انضباط كبير وقدرة حركية واسعة وامساك حريص على مقاليد الأمور وكل ذلك أفرز لها تفويضا شعبيا غير متوقع في الموسم الانتخابي\" . ونحن هنا نتفق معه على أن للانقاذ قدرة حركية فائقة ولكنها لم تكتف بهذه القدرة يوما ما... وتنافس الآخرين تنافسا شريفا ولكنها حرصت منذ مجيئها وحتى الآن على الاستقواء بالاجهزة الأمنية والقوانين الرادعة لحرية التعبير والتجمع مما يدل، بما لا يدع مجالا للشك، بأنها-برغم حركيتها المزعومة- لا تثق في هذه الحركية وانما تعتمد على استلاب اجهزة الدولة كلها وتجييرها لصالح حزبها. نتيجة لكل ذلك تزيد الانقاذ بعدا عن الشعب ويظل خطابها السياسي والأعلامي خطابا للنفس أي في شكل منولوج وتتزايد تعبئة وتائر هذا الغضب في نفوس الناس وسينفجر البركان يوما ما. وعلى الرغم من كل ما جاء أعلاه فنحن كمواطنين سودانيين لا ننتمي الى أي مجموعة سودانية بعينها- مثل الغالبية العظمى من افراد الشعب- نرحب بالدعوات التي سبق بعض المتعاطفين والمشفقين – أمينا- دعوة الانقاذ اليها ولكننا فقط لا نقبل بالعنتريات التي يدعيها أمين في كتاباته. ونرى أن يكون المسوغ الرئيس للانقاذ وهي تحاول تصحيح مسارها أن يكون ذلك منطلقا من أن \"الرجوع الى الحق فضيلة\" إن كانت فعلا تؤمن بذلك.