العصب السابع شعب ثائر.. بلا قائد..!! شمائل النور يخطئ الإنسان إن ظن أن الخلود صفة من صفاته حتى لو كان هذا الإنسان قائداً عظيماً عادلا كان أم ظالماً فلا شيء يدوم في هذه الدنيا، لا حكم ولا حُكام، لأن ذلك ضد الفطرة أصلاً، لكن ما نراه في حُكام دول العالم الثالث قد يُغير هذه المفاهيم لدرجة أنه قد يتلاعب في تغيير عقيدتك في الخلود باعتباره أحد صفات الإنسان. إن العقلية السياسية التي تحكم الوطن العربي والإسلامي هي عقلية واحدة في كل البلدان سواء كانت هذه الحكومات إسلامية أو عسكرية أو غيره، والشعوب في هذه البلدان تعيش ذات الظروف، وتثور لذات الظرف، لأن سياسات هذه الدول قائمة في الأساس على فتك هذه الشعوب حتى تبقى هي إلى الأبد، وهكذا يبدو المشهد بجلاء. عملت هذه الحكومات على هتك نسيج الأحزاب المعارضة حتى لا يبقى منها شيء قادر على الاعتراض في سياسات هذه الحكومات ناهيك عن قيادة ثورة نظيفة يشعلها الشعب، والذي يحدث الآن من ثورات تجتاح العالم الثالث قد يؤدي إلى نتائج كارثية بدلاً عن التغيير المنشود، والسبب الوحيد أنه لا قوى سياسية قادرة على قيادة هذه الثورة وبالتالي إحداث التغيير المنشود، فتخيل..!! شعب ثائر بلا قائد، فهكذا قتلت الحكومات المعمرة (قلب) هذه الأحزاب حتى تكون عاجزة تماماً عن القيادة ظناً منها أنها قادرة على الخلود. تناست هذه الحكومات الفطرة الكونية التي هي ضد الخلود، وتناست تماماً أنه من الممكن جداً في يوم ما ان يثور الشعب بأكمله ليطلب تنحي قائده عن الرئاسة، تناست هذه الحكومات أنها إلى زوال وإن طال العمر، فدمرت هذه الحكومات المعمرة أحزاب المعارضة وألحقت بها الهزائم المصنوعة خصيصاً للإعلام بل واشترت بعض هذه الأحزاب ووضعتها في جيبها وشقت صفوفها وأفقدتها احترام الشعب لها غصباً عنه والسودان هنا يقدم نموذجاً مميزاً. الخطأ الكارثي في عقلية هذه الحكومات هو ظنها أنها خالدة ولن تأتي بعدها حكومة ولا مجال لذلك، فمارست القتل على أحزاب المعارضة جميعها دونما استثناء وحققت ما تنشده فعجزت هذه الأحزاب على قيادة التغيير، لكن من يدفع هذا الثمن، هم الشعوب. الثورة في تونس تحتاج إلى ثورة تنقذها والسبب أن الثورة بلا قائد يستطيع اقتياده إلى حيث يطلب الشعب، مصر فيما يبدو تنتظر مصيراً مجهولاً تماماً، رغم رغبة كثير من قيادات الشعب المصري في قيادة هذه الثورة إلا أن المخاوف تسيطر عليهم خوفاً من الفشل في القيادة. كان الأجدى ولمصلحة الشعوب التي أنتم ولاة أمرها وسوف تسألون عنها يوم البعث، أن تبقى على قوى سياسية واحدة، حتى تتمكن من قيادة المراحل التي أنتم لم تتحسبوا لها ولا أظن أنه سيحدث، تحتاج هذه الحكومات الخالدة أن تعدل مسار عقيدتها أولاً، وتتذكر دائماً أن التغيير أمر حتمي والبقاء ضد الفطرة، فإذا ضاعت هذه الثورات دون أن تحقق أدنى مطلب شعبي، من يتحمل الإثم ، خافوا الله في هذه الشعوب. التيار