العصب السابع ثمن التغيير..!! شمائل النور يبدو جلياً أن ثمن التغيير باهظ أكثر مما نتوقع... انظروا إلى المشهد في المنطقة العربية التي لفظت شعوبها حكامها.. فتنة وتقتيل وعبث ليس بعده.. الثورات التي دفعت فيها الشعوب أرواحاً مقدرة أظنّها لم تكفَّ بعد.. القتل والفتنة التي نشبت بعد الثورات أشد وأقوى وربما يطول أمدها إلى أن يتنزل المستقر.. قطعاً هي نتيجة طبيعية جداً أن تدفع الشعوب هذا الثمن الباهظ حتى بعد زوال الأنظمة المستبدة بفترة من الزمن.. لما فعلته وعاثته هذه الأنظمة من فساد استثنائي.. يخطئ الطغاة كثيراً حينما يظنوا أن الخلود صفة من صفات البشر حتى لو كان هذا الإنسان قائداً عظيماً عادلاً كان أم ظالماً فلا ديمومة، لا حكم ولا حُكام، لأن ذلك ضد الفطرة أصلاً، لكن الدرس الذي تركته الثورات وما تابعه كل العالم في حُكام دول العالم الثالث قد يُغيّر هذه المفاهيم لدرجة أنه قد يتلاعب في تغيير عقيدتك في الخلود باعتباره أحد صفات الإنسان... انظروا إلى هؤلاء الطغاة حولوا ثورات الشعوب إلى قاتل ومقتول.. إما البقاء في السلطة أو البقاء في السلطة. إن العقلية السياسية التي تحكم الوطن العربي والإسلامي هي عقلية واحدة في كل البلدان سواء كانت هذه الحكومات إسلامية أو شبه علمانية أو عسكرية أوغيره، والشعوب في هذه البلدان تعيش ذات الظروف، وتثور لذات الظرف؛ لأن سياسات هذه الدول قائمة على أن تبقى هي إلى الأبد حتى لو كان على جثث شعوبها في الأساس على فتك هذه الشعوب حتى تبقى هي إلى الأبد، وهكذا يبدو المشهد بجلاء.. إن الأحداث المؤسفة التي وقعت الأسبوع الفائت في مصر بعد مباراة لكرة القدم هي جزء من ثمن باهظ دفعه الشعب المصري وربما يدفع أضعافه.. ولفترة ليست قصيرة سوف تظل مصر مفككة أمنياً وسياسياً وقابلة للاشتعال من جديد في أي وقت، مالم تتيقظ الحكومة الجديدة بأعلى درجات اليقظة. انظروا إلى أسد سوريا.. ينشق جيشه صباح كل يوم ولا يزال لا يحرك ساكناً سوى الترحيب ببعثة المراقبين العرب وتجديد خيبتها وتؤاطها مع نظام الأسد الزائل لا محالة.. الذي يحدث في سوريا من قتل فاق كل ما حدث في المنطقة العربية من ردة فعل عنيفة تجاه الثورات، الأسد يتفوق على القذافي في إهانة وإذلال شعبه وقتله وتشتيت أشلاء جثثه في العراء.. بربكم أكان يستحق القذافي هذه النهاية مقارنة بما يفعله الأسد الآن والعالم كله يتفرج عليه.. ستحتاج سوريا إلى وقت طويل حتى تستعيد قوتها ونشاطها واستقرارها وأمن مواطنيها، لما تركه الأسد من فساد فكري وسياسي مدمر وفتاك.. تناست تماماً أنه من الممكن جداً في يوم ما أن يثور الشعب بأكمله ليلفظ قائده فدمرت هذه الحكومات المعمرة أحزاب المعارضة حتى لا يوجد قائد غيرها وصنعت لنفسها مجداً من شمع سرعان ما ذاب حينما اشتدت الحرارة... لكن الشعوب وحدها هي التي تدفع ثمن التغيير. التيار