إليكم الطاهر ساتي [email protected] يفسدون ... ويكرمهم النهج الحاكم ..!! ** قبل عام، بالقاهرة التي يتظاهر شعبها من أجل التغيير، تجاوز مدير مستشفى الجمعية الإسلامية الخيرية لوائح العمل وأقدم على شراء أدوية قيمتها(360 الف جنيه )، عن طريق شركة خاصة يمتلكها بعض معارفه..فاللائحة تنص بأن يتم شراء والبيع هناك بالعطاء وعبر لجنة مختصة، ولكن المدير تجاوز تلك اللائحة بتبرير مفاده : قيمة الأدوية ليست عالية وليس هناك من داع لتكليف لجنة المشتروات بطرح عطاء قيمته (360 الف جنيه )..المراجعة التي إستمعت لذاك التبرير لم تقتنع به وكشفت بأن تلك القيمة تختلف عن قيمة تلك الأدوية حسب مؤشرات السوق، ولذلك وجهت في تقريرها بإقالة المدير ثم محاكمته، فنفذت وزارة الصحة المصرية توجيه المراجعة بحذافيره خلال فترة زمنية لم يتجاوز نصف شهر.. أقالت المدير ثم قدمته إلى المحكمة التي حاكمته كأي مواطن تجاوز نصا قانونيا..هذا ماحدث بالقاهرة ، وهو محض نموذج.. ومع ذلك، إنتفض شعبها في سبيل التغيير نحو الأفضل..ما الذي يمنع بأن نقارن هذا النموذج بنموذج سوداني طازج ؟.. لا شئ.. فلنقارن ..!! ** قبل عرض النموذج السوداني، يجب التنبيه بأن زاوية اليوم على مسؤولية قارئها، أي لكي لايصيبك مكروه في عقلك أوقلبك - لاقدر الله - توخي الغضب يا صديق.. تلك نصيحة لأصحاب الوجع، ويلا ندخل في الموضوع ..مستشفى الصداقة الصيني بأمدرمان، هدية من الشعب الصيني للشعب السوداني، تم تأسيسه - عدة وعتادا - قبل عقد ونيف، ثم إستملته وزارة صحتنا في إحتفال مشهود، وتولت أمر إدارته ولاتزال .. كما كل مشافي البلد، زار مناديب المراجع العام هذا المستشفى وأخضعوا آداء إدارته إلى عملية مراجعة.. إليكم نتائج المراجعة كما وردت نصا في تقارير رسمية مخبوءة في دهاليز وزارة الصحة .. أعرضها لك يا صديق، ولكن لاتنفعل .. فلنقرأ ..!! ** كل عمليات الشراء والتعاقد والمقاولات مخالفة لقانون الخدمة العامة ولوائح المال العام،حيث تمت العمليات بلاعطاء وبلا لجان وبلامنافسة، وبنهج ( زيتنا في بيتنا )..وكل عقود تلك العمليات لم تراجع من قبل ديوان النائب العام ولم توثق عنده، كماينص القانون، بل حتى المستشار القانوني لوزارة الصحة لاعلم له بتلك العقودات وفحواها..ومنها عقود تشييد مباني الأشعة المقطعية والتي تهدمت لأنها لم تكن مستوفية مواصفات البناء .. ورغم أن الشركة خالفت مواصفات البناء ، جاءت بها إدارة المستشفى لتبني ذات المباني للمرة الثانية و للأسف بتكلفة ثانية تجاوزت (200 مليون جنيها ) ..هذا ماحدث، أخطأت الشركة وتهدمت مبانيها ثم جاءت وشيدتها للمرة الثانية ، وليس في الأمر عجب، حيث المقاول هو ( إبن عمة مساعد المدير العام للمستشفى )..!! ** ثم..أهدانا الشعب الصيني مع المستشفى صيدلية ، وكما تعلم بأي مستشفى عام صيدلية داخلية عامة، ولكن- فجأة كدة - جاءت إدارة المستشفى بشركة خاصة لتدير تلك الصيديلة الداخلية بعقد غريب جدا مدته خمس سنوات ، فحواه ( 65% للشركة الخاصة و 35% للمستشفى العام )..هكذا تم تحويل المال إلى مال خاص، رغم أنف قانون المال العام والخدمة العامة .. ولم تطرح الصيدلية في عطاء، وليس في الأمر عجب ، حيث تقول التقارير بأن صاحب الشركة هو السيد مساعد المدير العام للمستشفى .. ولم يحدث في تاريخ السودان تحويل صيدلية داخلية إلي صيدلية خاصة إلا في عهد الحكومة الرسالية هذه..وتم شراء ماكينة تخدير بمبلغ (85 مليون جنيه)، بلا عطاء ، ثم إكتشفوا بأنها غير قادرة حتى على تخدير ذاتها..وكذلك أجهزة ومعدات طبية أخرى لن تسع مساحة الزاوية أصنافها وأنواعها، وكلها بلاعطاء ، ولم تعد تصلح إلا ( للعرض فقط ) ..!! ** تم طرحت الإدارة عطاء لشفط المياه الآسنة بالمستشفى على مدار العام ، وفازت إحدى الشركات بهذا العطاء.. ولكن إكتشفت المراجعة بأن الشركة التى تعمل حاليا في شفط المياه الآسنة ليست هي تلك الشركة الفائزة ، بل هي شركة أخرى تابعة لمساعد المدير العام للمستشفى.. وعندما سألتهم المراجعة عن هذا الخلل قالت الإدارة نصا : الشركة الفائزة أخلت بالعقد وتأخرت ، فاتصلنا بأصحاب الشركات الثي قدمت معها في العطاء، فوجدنا هواتفهم مغلقة، ولذلك ( جبنا شركتنا دي ).. وبالمناسبة، حفرت إدارة المستشفى ثلاث آبار أرتوازية بدون دراسة جدوى وكما العادة بدون عطاء، وكانت النتيجة ( لم تعد تلك الآبار صالحة للإستعمال )..ثم الأدهى والأمر، بأمر من مساعد المدير العام تم حل مجلس إدارة المستشفى، وبأمر منه أيضا تم تشكيل مجلس إدارة جديد، ولذلك لم يكن مدهشا أن يتشرف والده الكريم ثم والد زوجته بعضوية التشكيل الإداري الجديد، أي تم تحويل مجلس الإدارة إلى ( سلطة عائلية ).. ليس هذا فحسب، بل نجحت محسوبية مساعد المدير العام في تعيين ( 9 أفراد ) من أسرته في وظائف إدارية وتقنية بالمستشفى، و بدرجات وظيفية محترمة وإمتيازات ممتازة، بدون علم لجنة الإختيار.. لن أشهربالأسماء، ولكن صلتهم بمساعد المدير العام ( أبناء عم و أبناء خال وأصهار ).. وهناك ماهو أقبح في التقارير الصادرة قبل عام .. ولعلك تسأل ياصديق : ماذا فعلوا بمساعد اللمدير العام للمستشفى عقب صدور هذه التقارير؟..للأسف ( ولاشئ ).. علما بأن سيادته إبن خالة وكيل وزارة الصحة .. وماذا فعلوا بالمدير العام للمستشفى ؟..حين إنتهت فترة عمله في أغسطس 2010، تم تمديدها إلي عامين من ذاك التاريخ.. أي، كرموا المدير العام عقب تلك التقارير، ولايزال سيادته هو ( المدير العام لمستشفى الصداقة الصيني ).. يفسدون ويكرمهم النهج الحاكم،هكذا النموذج السوداني..أي يختلف عن ذاك النموذج المصري..!! .................. نقلا عن السوداني