بسم الله الرحمن الرحيم القذافي ... البشير ... في الميزان بقلم/ أحمد عيسى محمود [email protected] لقد فجر الثوار الأرض على الطغاة وأقلقوا مضاجعهم ((حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ)) نتيجة لزراعة المآسي التي غرسوها في تراب أوطانهم ((وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ)) من السقوط إلا التحصن بالبلطجية من أجهزة أمنهم والمرتزقة الأجنبية المستأجرة من حُر مال الشعب حتى يصدوا تلك الجماهير الثائرة على أعقابها.. ولكن تساقط الطغاة مثل ورق الخريف ((فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ)) مثل زين الهاربين بن علي وحسني مبارك ((وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ)) فأحدهم مصيره قد أصبح قاب قوسين أو أدنى ((القذافي)) وليس ببعيد كما تقول وقائع الحال أن الأمر ما عاد مقصوراً على بلدٍ دون آخر ((إياكِ أعني وأسمعي يا جارة)). فجارتنا المقصودة هنا نظام بعثنا الحضاري.. ولنا هنا وقفة مقارنة بين قذافي ليبيا وبشيرنا الهمام.. وصراحة شر البلية ما يضحك.. فنلاحظ الحالة الهستيرية التي يعيشها نظام البشير هذه الأيام حيث بدأ في تجميل وجهه القميء قولاً جميلاً وفعلاً قليلاً.. فجهاز أمنه سوف يبدأ في إيجاد مخرج للأزمة السودانية ولكن كما يقول المثل ((الطبع يغلب على التطبع)) فهو يقول ذلك والحرائر تُنتهك كرامتهن في بيوت الأشباح وهذا في نظري آخر ما في جعبة ذاك الجهاز فهنيئاً لنا بجهازٍ قد فاق الشاباك في وقاحته!!!. وكذلك ما يضحك هذه الأيام عن تلك الحالة المرعبة التي يعيشها بشيرنا حيث قام بإبعاد شرطة المرور من الشارع.. عجبي والله!!!. وأيضاً تلك المفوضية التي كونها بشيرنا الهمام في مسجد الضرار الذي بناه لروح والده طيب الله ثراه من مال الشعب المغلوب على أمره حيث بلغت تكلفته ما يقارب ستة مليارات من الجنيهات السودانية!!!. فالمفوضية تحاسب من؟؟؟ وتسجن من؟؟؟ ومن؟؟؟ ومن؟؟؟ ... الخ. وأيضاً مما يلاحظ من حالات التخبط التي يعيشها نراه بدون ما يدري أنه قد أباد شعبه في الجماهيرية بإعلامه المضلل بأن المرتزقة فيها عناصر من السودانيين.. سبحان الله!!! نظام منوط به إجلاء مواطنيه من الخطر المحيط بهم في ليبيا هذه الأيام.. يقول ذلك!!!. وكذلك تصريحات بعض رموز النظام أمثال أحمد إبراهيم الطاهر عن أحداث ليبيا وشجبه للعنف.. ومن الملاحظ كل الطغاة ينطبق عليهم قوله تعالى ((كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا)) فكلما اهتز عرش أحدهم أو كاد ينهار بدأ الطاغية المنتظر نفس المصير بشجبه وإدانته لمسلك الطاغية المترنح.. مسكين والله هذه ما عادت تنطلي على الجماهير الواعية المكتوية بنيران الظلم من طاغيتهم. ونعود للمقارنة.. فنلاحظ هذه الأيام البشاعة التي يمارسها قذافي ليبيا على شعبه حيث قذفهم بالطائرات وكل العالم قد استنكر ذلك.. ولكن للأسف الشديد نحن في السودان قد سبقنا القائد الأممي على هذه الطريقة حيث تم تدمير دارفور بالطائرات قبل سنين عددا.. وأيضاً نرى في شاشات التلفزة الضرب الجنوني للعُزل من الناس في الشوارع الليبية.. فنحن لنا القِدح المعلى في ذلك.. فالقذافي قد ضربهم في الأرض فهم خارجون عليه.. أما بشيرنا قد ضرب أطفالنا في وسط النيل الأزرق قرابة الأربعين يافع في فلك مشحون لم تأخذه بهم رأفة فقد أطلق العنان لجهاز أمنه بتصفية هؤلاء الأطفال.. بعد أن عجز عن توفير كراسي الجلوس لهم والكتاب والمدرسة فكان أن سارع بهم إلى الحياة الآخرة. والقذافي كما جاء في الأخبار أنه استعان بالمرتزقة الأجانب.. فنلاحظ هذه الأيام حركة نشطة للمرتزقة الأجانب في السودان.. فلاحظوا بأم عينكم صلاة الجمعة في مسجد الشهيد فالغالبية العظمى أجانب أصحاب بشرة بيضاء من تنظيم الأخوان العالمي قد استجلبهم البشير من أجل حماية عرشه المتهالك والذي بدأت رياح التغيير تهبه عليه من داخل النادي المشئوم.. وما الضرب ما بين وزير الزراعة ورئيس اتحاد مزارعي النيل الأبيض (بلال عوض الله) وكذلك ساحات المحاكم التي ربما يلجأ لها والي جنوب دارفور موسى كاشا ضد وزارة الخارجية والمضاربة الشهيرة بين أعضاء النادي المشئوم بالكراسي في شرقنا الحبيب. كل ذلك ليس ببعيد عن أذهان المراقب.. فحالة عدم الرضا.. وعدم تحمل المسئولية التاريخية بين أعضاء النادي انعكست على الأداء في الدولة.. فها هي النغمة المفضلة لموبايل الجمهور بدأت في الرنين فهل تسمعون تلك النغمة المفضلة للشعب الثائر في البلاد العربية هذه الأيام: ((الشعب يريد اسقاط النظام))؟؟؟