العصب السابع غباء ديبلوماسي..!! شمائل النور وإن صح القول بأن المرتزقة الذين شاركوا في مناهضة ثورة الشعب الليبي بينهم سودانيون ينتمون إلى حركات دارفور فلم يكن من الصواب أبداً أن تذيع الخارجية السودانية هذا الخبر قبل أن تجلي كل السودانيين هناك، لأن ما قامت به قناة الجزيرة كان كافياً لإباحة قتل كل السودانيين في ليبيا دون الحاجة إلى فتوى من القرضاوي، فالتقرير الإخباري الذي بثته قناة الجزيرة والذي تضمن جوازات هؤلاء المرتزقة لم يتضح للمشاهد إلا الجواز السوداني، بل ظلت قناة الجزيرة تمر جيئة وذهاباً على هوية الجواز السوداني، ناهيك عن إعادة بث التقرير على رأس كل نشرة مفخخة من نشرات قناة الجزيرة بحيث يفهم المشاهد البسيط أن السودانيين لا غيرهم هم مرتزقة القذافي وهم من يقتلون العُزّل، ونحن في الواقع لا ينقصنا شيء من إشانة السمعة، هذا إن كان هناك ما تبقى من سمعة طيبة. حسب ما ورد في صحيفة التيار أمس السبت أن سيدة سودانية مقيمة بالجماهيرية وجهت نداء إستغاثة عبر الصحيفة لأن الثوار شرعوا في الهجوم على الأسر السودانية(لأنهم تبع القذافي) على حد زعم الثوار، هذا هو فهم كل ثائر لا يُفرق بين حركات دارفور أو أي مواطن سوداني عادي، ويمكنكم تخيل الروح التي تتلبس الثوار حال وجود خائن يعترض ثورتهم لصالح الذي أباح دم الشعب، ففي نظر هؤلاء وغيرهم أن كل أسود هو سوداني وبالتالي مرتزق، وجب التخلص منه عاجلاً. نحن نعلم جيداً أن نظام القذافي ظل يدعم صف حركات دارفور ويحتويها ويقوي عظمها ضد الحكومة وفي نفس الوقت يدعم صف الحكومة، هكذا يلعبها القذافي على كل الأطراف، لكن بدلاً عن أن تخرج الخارجية على الملأ وهي في حالة من الفرح والانتصار وترمي التهمة برمتها إلى حركات دارفور، كان أفضل أن تقول إنها الآن وعيت تماماً لما كان يفعله القذافي بها من غدر، لكن يبدو أن خارجيتنا استحت أن تظهر نفسها وهي في مقام الكومبارس فهرولت إلى حركات دارفور مباشرة ونست تماماً أن سودانيين هناك تحت رحمة الثوار، بل كان الأوجب للخارجية السودانية أن تخرج على الملأ وتعلن إجلاء كافة السودانيين هناك لأن وضعهم بات في خطر، لكن الخارجية نسيت واجبها تجاه هؤلاء وزادت النار اشتعالا، طبعاً هذا إن صح فعلاً أن هؤلاء السودانيين ينتمون إلى حركات دارفورية، أو ينتمون حتى إلى السودان، فلماذا لا نضع احتمال أن تكون هذه الجوازات مزورة، ولماذا نذهب إلى أن هؤلاء المرتزقة أفارقة ونحن ندرك تماماً أن هناك بعض القبائل التي تقطن جنوب ليبيا هي ذات بشرة سوداء مثل قبيلة التوبو. إلى الآن لا دليل قاطع يثبت حقيقة المرتزقة بأنهم أفارقة وبينهم سودانيون باستثناء سواد بشرتهم...أياً كان، لا.. المطلوب الآن وعلى أسرع ما يُمكن هو إجلاء كل السودانيين، فكل الدول هبت لترحيل رعاياها في ليبيا إلا حكومتنا التي ما زالت تتحجج ببطء إجراءات إستخراج أذونات الدخول والخروج، فكيف استطاعت كل الدول أن تتخطى هذه الاجراءات أم هي إجراءات تقف في وجه حكومة السودان دون غيرها؟؟... ارحموا هؤلاء المحتجزين. التيار