إليكم ................... الطاهر ساتي مطارات البلد .. لماذا لعارف إير فقط ..؟؟ ** قبل أربع سنوات، وصفت مطار دنقلا تحت عنوان : أبوزيد وقصة مدينة في الصحراء.. وأبوزيد هذا كان يعمل بهئية الطيران المدني وتقاعد إلى المعاش قبل عامين، ثم ترشح مستقلا لمنصب والي الشمالية في الإنتخابات الأخيرة ولم يفز، فهو من أنصار حزب الأمة بتلك الديار، وهذا ليس مهما.. فالمهم، نجح هذا الرجل في تأهيل مطار دنقلا بحيث صار منافسا لمطار الخرطوم في كل شئ..ولم يكتف بتأهيل المطار فحسب ، بل صنع حياة رائعة حول المطار، وذلك بترشيد الصرف الإداري وحماية المال العام .. وبالترشيد والحماية، نجح في توفير مال شيد به مسرح يحمل اسم خليل فرح..وحديقة زاهية هي الوحيدة التي تحتضن مناسبات الأهل بعاصمة الولاية..وفندق هو الأجمل في المدينة، ولذلك كان يتزاحم فيه العرسان والسواح .. ثم رصف طريقا هو الأطول بين المطار والمدينة وهو الطريق الوحيد الذي تسيرعليه العربات بلا إضاءة.. بهذا الجهد، نجح أبوزيد في صناعة حياة ذات دسم كامل بتلك الفيافي..ولهذا ناشدت سادة حكومة الولاية بتكريمه عندما تقاعد إلى المعاش، ولكن لم تجد مناشدتي آذانا صاغية ، بل وضعوه - ولايزال - نهج في قائمة الأعداء منذ أن ترشح مستقلا ضد مؤتمرهم الوطنى....!! ** على كل حال..لست حزينا على عدم تكريم أبوزيد، فأن الله لايضيع أجر من أحسن عملا..ولكني حزين على ما آل عليه حال مطار دنقلا بعد أن توقفت رحلات سودانير، بحيث لم تعد تلك الحياة حول المطار كما كانت..وسودانير لم تتسبب في وأد مطار دنقلا فقط، بل مطار حلفا أيضا، وكذلك كادوقلي والأبيض والجنينة وغيرها من المطارات الولائية التي كانت تضج بالحياة عندما كانت الشركة ذاتها تضج بالحيوية والنشاط ، أي قبل أن يتم تدميرها بسوء الإدارة أوبغرض البيع لعارف وبعض البدريين.. وليس بمدهش أن يتأثر أي مطار ولائي بما حدث ويحدث لسودانير، لأنها ظلت تحتكر تلك المطارات بحجة (ناقل وطني ).. وهى اليوم لم تعد ناقلا وطنيا ، بل هي محض شركة خاصة لعارف وإبنتها الفيحاء، ونصيب الحكومة فيها لايرتقي إلى درجة توفير الحماية لها لتحتكر المطارات الولائية.. ولذلك، يجب أن ندعم بلا أي تحفظ سياسة تحرير الأجواء السودانية التي بدأت بتحرير أجواء ولاية البحر الأحمر ضحى الإثنين الفائت، وذلك بوصول أول رحلة خارجية من دولة الإمارات - عبر شركة فلاي دبي التابعة لطيران الإمارات - مباشرة إلى مطار بورتسودان.. لهذه الرحلة قيمة إقتصادية للولاية وإنسانها، مسافرا كان أومقيما.. نعم عندما تهبط أية طائرة دولية بأي مطار ولائي، فأن هبوطها ينشط الحركة الإقتصادية لسكان تلك الولاية ، بداية بسائق تاكسي المطار ومرورا بالفنادق والأسواق وغيرها .. ثم لماذا يتكبد مواطن البحر الأحمر- وغيرها من الولايات - مشاق السفر إلى الخرطوم ليسافر الى دبي و الدوحةوالرياض والقاهرة وغيرها، بيد أن مطارات ولايتهم مؤهلة لإستقبال الطائرات القادمة من تلك المدائن؟..بمعنى : لماذا التكدس والتزاحم بالخرطوم، في الذهاب والإياب ؟ ** لكل ماسبق - و لأن سودانير لم تعد ملكا للشعب السوداني - على سلطة الدولة العليا أن تمضي قدما في سياسة تحرير الأجواء، وتشجيع تلك السياسة بفك إحتكار الرحلات الخارجية التي تحتكرها سودانير(عارف والفيحاء )، وفتح المطارات الولائية المؤهلة لكل الشركات العربية والعالمية الراغبة ..وعلى سودانير أن تنافس تلك الشركات - في المطارات الولائية - بالآداء وليس بالإحتماء برئاسة الجمهورية والتوسل إليها بعدم فتح مجال التشغيل بالمطارات الولائية للشركات الأخرى بحجة أن دخول تلك الشركات إلى الولايات تهدد الناقل الوطني، أو هكذا خاطب العبيد فضل المولى - مدير عام سودانير وعضو مجلس إدارة شركة الفيحاء - رئاسة الجمهورية بتاريخ 14 فبراير، في محاولة لإحتكارات مطارات الولايات ولتعطيل سياسة تحرير الأجواء.. نأمل ألا تستجيب رئاسة الجمهورية لمثل هذه المطالب المراد بها إحتكار المطارات للكوايتة وبعض البدريين، والعبيد فضل المولى منهم وكذلك الشريف ود بدروعبد الوهاب عثمان وأحمد مجذوب ( أعضاء مجلس إدارة الفيحاء عند التأسيس )..ليس من العدل أن تحتكر شركة هؤلاء المطارات الولائية يارئاسة الجمهورية .. خير للوطن والمواطن بأن تنشط الرحلات المباشرة لكل الشركات العالمية من و إلي كل مطارات البلد.. وبعد فرح الأهل بالبحر الأحمر برحلة ( دبي ، بورتسودان، بفلاي دبي الإمارتية )، نأمل أن يفرح كل الأهل في المستقبل القريب برحلات (دنقلا، الدوحة، بالقطرية )، ( نيالا، الرياض، بطيران الخليج )، ( الأبيض، أسمرا، بالكينية )، ( كادوقلي،عمان، بالأردنية ).. و..هكذا يرتاح المواطن وتنتعش المدن ويكسب الوطن ..فلتجتهد سودانير الكوايتة والبدريين في المنافسة كأية شركة خاصة ، أو تتلاشى و( نقفل ملفها ) ..!! ............. نقلا عن السودانى