دكتاتورية القذافى وفيتو الخبرة..لاطالة بقائه!! عبد الغفار المهدى لاشك أن كل من أستمع لخطاب القذافي اليوم،أصيب بالدهشة ومقدرة هذا الرجل على (لى عنق الحقائق) وتحويلها لورقة ضغط على الثورة من أجل تقويضها والأنقضاض عليها ولاشك أن خطابه هذه المرة جاء هادئا فى طرحه وقويا فى مضمونه،الذى أرسل من خلاله عدة أشارات لقوى المجتمع الدولى من أى محاولة للمضى قدما فى ما يتعلق بالجرائم الأنسانية التى أرتكبها ضد الشعب الليبى وكل ما يتعلق بادانته،بوصفه لقرار مجلس الامن بانه باطل لانه بنى على تقارير أعلامية،وأكد جاهزيته لاستقبال أى لجان تقصى فى بلاده بدلا من أصدار عقوبات عليه بسبب تقارير أجهزة أعلام معادية كما جاء فى وصفه. هذا الخطاب بلا شك سيجد الكثيرين أنفسهم متعاطفين معه خصوصا عندما يشبه القذافى محاولة عدوان الغرب عليه لسرقة نفط بلاده وتحويلها لعراق جديد أو دارفور أخرى على حد وصفه،وهذا الخطاب هو بلاشك نغمة مكررة يحفظها الرؤساء العرب والأفارقة عن بكرة أبيهم كل ما يتعرضون لزنقة أو عصرة من شعوبهم،ويكسبون به تعاطف الشعوب ويحشدونها للدفاع عنهم،بما أن القذافى خبرته الدكتاتورية تاتى على راس قائمة الدكتاتوريات فى المنطقة فهذا يعطيه على الأقل(فيتو) يستحقه عن جدارة لخبرته الطويلة فى الحكم الذى ينفيه الان بوصفه لازال ثوريا كما جاء من صفوف الجماهير وطموح الأمة كما النغمة التى تسطو بها الثورات على الحكم فى المنطقة ومن ثم تتحول لدكتاتوريات فرقها وسابقتها أن لها مقدرة ومناعة فى البرود والعند،لانه ببساطة لاتتخيل نفسه خارج دائرة السلطة وأضوائها وهذا أمر طبيعى مكتسب من التوحد مع كرسى السلطة لطول مدة البقاء عليه. ربما تصور للقذافى أن زعامته للثورة تعطيه حق التابيدة على الكرسى وتوريثه من بعد لاحد أبنائه والذين يمسكوا بمفاصل الجماهيرية الليبية من خلال توزيعها عليهم من قبل أبيهم الثورى الملتصق بالجماهير،وباسم الثورة يسطون على مقدرات الشعب وثرواته ويتحولون بشرعية الثورة الى ملكيين أكثر من الملكية نفسها. صحيح يردد القذافى كما ردد مبارك من قبله بأن مصر ليست كتونس وهو يقول أن ليبيا ليست كتونس ومصر، ونسى أن بن على سقط فى الجمعة الثانية من يناير ومبارك فى الثانية من فبراير،وما قبل الجمعتين لسابقيه خطابات أستعطاف وتذلل بما قدموه لهم لاعطائهم صك الأذلية السلطوية،وذلك لن يشفع لسابقيه،وها هو يسير على نفس الدرب مع فارق الخبرة واستفادته من أخطاء سابقيه رغم بشاعة رده وردعه للثورة الذى يريد الآن أن يحمله لغيره ونحن فى عصر سياسى تتم فيه أقذر الصفقات والأتفاقيات لشراء الزمم والمواقف عصر سوق الأوادم ،والقذافى يملك ما يجعله الان يلمح للدول التى تدعم موقفه،وهو بذلك يستخدم القاعدة والتىأصبحت بأفعاله المسىء للدين الحيطة المايلة أو شماعة الأخطاء لاى دكتاتور فى حالة زنقة،والقذافى يجيد التلون وتقديم التنازلات فى سبيل بقائه على كرسى الثورة كما يصف نفسه بأنه ثورى وليس سلطوى ما الشعوب التى يحكمونها غبية لاتستحق أن تعيش بكرامة فى أوطانها،فالقاعدة هى الطاقة التى ينفذ بها أى زعيم عربى من مقصلة التصفية التى تمر عليهم بالدور القذافى الذى يتبجح بوقوفه امام أمريكا وفرضه للغرامة على أيطاليا نسى أنه نفسه من تذلل لامريكا وفدى نفسه بمليارات الشعب الليبى وأرشد عن سلاحه النووى وهو الذى يتبجح بسيادة ليبيا ومكانتها التى بفضله هى عليها الآن،وكيف ترك الممرضات اللآئى غذين أطفال ليبيابدم ملوث بفيروس الأيدز ،اين هى تلك الحقوق التى يراعيها للشعب الليبى وهو يتنازل عن حقوقه ويبدد ثروته فداء نفسه وعائلته المالكة فى ليبيا،هذا هو حال جميع الدكتاتوريات فى المنطقة،وعلى القذافى أن يعلم أن حماس مستمعى خطابه اليوم والتعاطف الذى كسبه لحظة ألقائه بتلك الطريقة التمثيلية البارعة والتى ربما أهلته لنيل الأوسكار الثورى الدكتاتورى،بعد أن منحته (فيتو) الأقدمية ووحشية القمع ،لايغرنك الغرور بحماسهم وهتافهم فهو بالتأكيد سيذهب مع مراجعة شريط عهدك الثورى الميمون والفظائع التى أرتكبتها بأسم شرعيته الثورية وكتابك الأخضر، الآن ترمى بأخطائك وتجبرك على تنظيم القاعدة والذى حتى أن وجد كيف دخل أراضيك التى تتدعى بأنك حامى حماها اذا لم يكن بعلم منكم ومن عيونكم،وجاء وقت أستخدام كرتها. مهما يطول عنادك وتمسكك فالدور أصبح لايقف أمامه عائق عاطفى أو موقف أستجدائى فقد شبع من حربائية الطغاة.واذنابهم فى سرقة الثورات وؤأدها.