العصب السابع آخر من يعلم..!! شمائل النور عندما ثار أطباء السودان وطالبوا بحقوقهم المصدق عليها التي لا تخرج عن تحسين أوضاع الأطباء،قال نفر من الحكومة إن القضية ليست تحسين أوضاع بل هي قضية أحزاب 100% وحاولوا تمويه القضية،ولا زلت أذكر الدور السلبي الذي جسدته وزيرة الصحة آنذاك تابيتا بطرس وتبرأها من أولادها،ووضح بما لا يدع مجالا للشك أن الأمر ليس بيد تابيتا وحينها طالب كثيرون السيدة الوزيرة بالإستقالة بل كان هذا ما يتوجب فعله ولم تفعل ربما لان صندوق دعم الوحدة لم يتم إنشائه بعد.إذا تهميش الوزراء هو في الواقع ليس جديدا علينا. نهار أمس توجه وزير الصحة الإتحادي المنتمي إلي الحركة الشعبية عبدالله تية بإستقالته إنتفاضاً لكرامته التي أبت هذا التهميش المزمن،لأنه لا يُعقل أن يُقال وزير الدولة ووكيل الوزارة دون علم الوزير الإتحادي،وليس هذا فحسب بل تعيين وزير دولة ووكيل وزارة جُدد أيضاً دون علم الإتحادي.والذي لايشك فيه الجميع أن وزراء ومساعدي الرئيس ومستشاريه الذين لا ينتمون إلي حزب المؤتمر الوطني ماهم إلا واجهة تُرضى بها الأحزاب الأخرى وتُهدّى بها النفوس وهم أنفسهم يعلمون ذلك أكثر منّا وقد قبلوا بهذا الدور برضا تام،فهذا التهميش الوزراي ليس حديث عهد فقط أننا لم نتكاشف على هذا الأمر عبر أجهزة الإعلام ونعززه بإستقالات،ولم نعتاد على أن يخرج إلينا وزير ليقول (أنا آخر من يعلم)...وحتى وزراء المؤتمر الوطني ليس كلهم على درجة سواء،لكن فلنسأل الوزير عبد الله تية،كم من القرارات المفصلية التي اتخذها الحزب وتم تغييبك عنها.؟ سوف تطول قائمة القرارات بل ربما يجد الوزير المستقيل أن هذا القرار هو أخف القرارات التي غُيّب عنها.وإلا سنضحك على أنفسنا إن حسبنا غير ذلك. الحقيقة التي لا جدال فيها أن هذه الدولة هي ليست دولة مؤسسات ولا حتى دولة أفراد إنما هي دولة يديرها عقل واحد بواسطة فرد أو اثنين أو ثلاثة وهذا لا يحتاج إلي كثير إجتهاد لكن مع الثورة التي يقودها حزب المؤتمر الوطني من الداخل وينشد من خلالها التغيير توقعنا بالفعل أن يكون التغيير قد بدأ وأن الدولة في طريقها إلي المؤسسية وعندما حدثت الإقالات والتعيينات الأخيرة بما في ذلك مفوضية مكافحة الفساد قلنا بالفعل قد بدأ،لكن يبدو غير ذلك تماما. ولو أني لا أرى جديدا في حديث الوزير عن التهميش إلا أن الإستقالة حملت رسالة خصوصا وأننا في السودان لم نعتاد إستقالات الوزراء وتحديدا المهمشين منهم الذين هم أكثر تمسكاً بالمناصب الصورية،،لكن إستقالة المهمشين مؤشر جيد،وحتى إن صح الحديث حول إمكانية تراجع الوزير عن قرار الإستقالة إلا أن الرسالة وصلت تماماً.وأخشى أن يتراجع الوزير عن قراره ويعود أدراجه كوزير مهمش. التيار