زمان مثل هذا الوزير المُهمَّش الصادق الشريف الزميلة زينب محمد أحمد - مسؤولة القطاع الصحي بصحيفة التيار – نقلت بالأمس خبراًعن تقدُّم السيد عبد الله تيَّه وزير الصحة الإتحادية ، بإستقالته، ووضعها أمام مجلس الوزراء تمهيداً لتقديمها للرئيس البشير. حيثيات الإستقالة، هي حيثيات (مُعتادة) بمقاييس الممارسة السياسية الآن في السودان، وهي أنّ وزير الصحة الإتحادي، يعتقد انّه (مُهمش، ولا تتم مشاورته في بعض الأمور التي تخص وزارتهُ)، وضرب مثلاً بتعيين وكيل الوزارة الجديد د.عصام عبد الله خلفاً للوكيل القديم الدكتور كمال عبد القادر، الذي أقيل بالتزامن مع وزير الدولة بالصحة. ومضى الوزير لأكثر من ذلك بالحديث عن خوصصة المستشفي الجنوبي التي قال ب(إنّها إعتراها غبار كثيف)... وهذه ايضاً مُعتادة، فمعظم عمليات الخصخصة يعتريها غبارٌ كثيف. ورغم أنّ بعض المصادر تحدثت عن سحب الوزير للإستقالة بضغوط من بعض منسوبي الوزارة وآخرين... إلا انّ هذا لا يعني اكثر من (هدنة)، وسوف يأتي اليوم الذي يدخل فيه القطاع الصحي الى الغابة. وحديث الوزير عن تهميشه والذي قال فيه بالحرف (استقالتي جاءت بعد تقييم للفترة التي قضيتها في الوزارة وان هناك العديد من القرارات التي تخص الصحة في البلد تتم دون مشاورتي فيها مثل بعض التعيينات وخصخصة بعض المؤسسات التابعة للوزارة مما جعلني احسُّ بالتهميش). هذا الحديث هو جزءٌ من الخلط المُفزع داخل حزب المؤتمر الوطني بين إدارة الحكومة وإدارة الحزب، وهو ذات الخلط الذي أنتج قرارات الرابع من رمضان، والتي أزاحت د.الترابي بعيداً... بعيداً. فالوزير الإتحادي (تيَّه) لم يسمع بتعيين وكيل الوزارة الجديد إلا بعد أن أخبره به وزير الدولة الجديد بالصحة (الصادق الوكيل). وبالطبع عرف (الصادق) بقرار التعيين من إجتماعاته بقطاع الفئآت بالمؤتمر الوطني، وهو القطاع المسؤول من تعبئة مقاعد الدولة القيادية بالكوادر... ولأنّ (تِيَّه) لا يدخل الى المبني الذي يقع غرب المطار (مقر حزب المؤتمر)، لذا سمع بتعيين وكيل لوزارته بالصدفة. وحتى لو تراجع وزير الصحة الإتحادي عن إستقالته، فهو قد سجَّل موقفاً مُشرِّفاً، لمن يركل المناصب الوزارية، إذا تقاطعت مع المصلحة الوطنية، أو حتى تعارضت مع كرامته الشخصية. فهو رجلٌ فريد وسط جوقة من الوزارء، لا تحركهم من مقاعدهم إلا زهد القادة الكبار فيهم، فلا يهتمون لكبريائهم، ولا لكرامتهم، ولا لجدوى مشاركتهم في الشأن العام. وجليٌّ أنّ البرنامج السياسي الذي يتمّ تنفيذه الآن هو برنامج حزب المؤتمر الوطني، وانّ الأحزاب المشاركة هي مجرد (عرض أحزاب)... على وزن (عرض ازياء). وكنتُ قد تسآءلتُ من قبل عن جدوى مشاركة الأستاذ محمد ابوزيد من جماعة أنصار السُّنة، وعن توالي الدكتور جلال الدقير من الإتحادي، والزهاوي من حزب الأمة، وأحمد بلال، وغيرهم!!!!!!!!!. أولئك الذين اضافوا أعباءاً على الخزينة العامة، ولم يُضيفوا شيئاً الى البرنامج السياسي الذي تمشي على خُطاهُ الحكومة، و(لن)... رغم أنّهم مثل (تِيَّه)... مهمشون الى الحدِّ البعيد داخل وزارتهم ومستشارياتهم... وبعيدون عن إتخاذ القرارات الى الحدِّ الذي قد لا يسمعون بقرار حكومي إلا عبر الراديو أو الصحف. مبروك ياسيد عبد الهج تِيَّه... (الخلا.. ولا الرفيق الفَسِل). التيار