أمن الدولة ...أم ... دولة الأمن ؟! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] قديما وحينما كنا نرتاد دور السينما لمشاهدة الأفلام العربية بالأبيض والأسود ..ايام فريد شوقي والمليجي اذ اننا لسنا من جيل جورج ابيض وعلي الكسار.. كنا نري الرعب يتقطر كحبات العرق من جبين اي رجل أو سيدة من المجتمع المصري حينما يفتحون لطارق في الباب يقول انه ( بوليس ) فياتي الجواب من داخل المنزل ..ياخبر؟ ..كفا الله الشر ..احنا ما عندناش حدعمل حاجة ! تلك كانت ثقافة ذلك الشعب الذي جبل علي الرعب من رجل البوليس ولو كان محضرا من محكمة الاحوال الشخصية ..فتبدت لنا صورة الانسان المصري الذي يمشي جنب الحيط..ليس له في الذرة او الغيط كما يقول المثل.. و تمضي الأيام بتطور الحالة في علاقة الشرطة بالمجتمع لتصل ذروتها بان تتحول الي علاقة الحمل بالذئب.. زرائب وسجون تفتح لكل انسان يفتح فمه بكلمة حق لتبدأ قوة الباطل في ملاحقته وتغلق عليه اسوارا ..ربما يخرج حيا منها ولكن بدون حياة تذكر او ربما تبقي ذكراه حروفا علي جدران زنزانته التي تصبح قبرا له..لايصل اليه ذووه.. بالأمس سقطت اسطورة البعبع المخيف وأقتحم الضحايا قلعة الجلاد الذي لم يجد الا ا لنار نصيرا له لاخفاء بصمات جريمته ضد الأبرياء.. الفريقان تبادلا المواقع..بعد ثورة يناير .. خرج المناضلون الي اضواء الفضائيات فيما اقتيد العادلي والفقيه وأحمد عز الي عنابر مزرعة ليمان طره.. قديما حينما ذهب اعضاء مجلس قيادة ثورة نميري لزيارة سجن كوبر .قال الرائد الراحل زين العابدين الذي عرف بخفة دمه مخاطبا مدير السجن... حسنوا العنابر فالظروف ليست معروفة ربما نأتي اليها سكانا .. وقد كان . فهل نصح نافع و قوش .. مديري سجونهم بتحسين الخدمات فيها اذ.. ربما ارتادوها قريبا. ليعلموا علي الطبيعة .. ما الفرق بين أمن الدولة .. ودولة الأمن .. لكن ان هم كابروا و حينما يعلمون تلك الحقيقة سيكون الوقت قد فات عليهم ..ولن يجدوا وقتا حتي لتعينهم النار علي اخفاء معالم تعديهم علي أمن الناس.. لآن الشعب وقتها سيكون قد أسس لدولة الأمن .. مثلما فعلها شعب مصر بالأمس حينما اقتحم مباني أمن الدولة .. ليبدا في حياته..عهدا جيدا يبتسم فيه لرجال الشرطة حينما يطرقون الباب .. وهو يقول (بوليس ؟) يا خبر ده انتو ..منورين .. والله المستعان .. وهو من وراء القصد..