[email protected] يقول المثل السوداني (التور اكان وقع بتكتر سكاكينه) فالناس دوما لاترحم وتستغل الفرص لتصفية الحسابات فالثورة المصرية وعلى عظمتها ومكانتها التي سوف يثبتها لها التاريخ الا انه من اعراضها الجانبية انها عرضت مصر الدولة للهزال المؤقت وجعلتها منكفية على الشان الداخلي لدرجة عدم الالتفات للشان الخارجي والذي قد يكون حاسما يهدد مصالح البلاد الحيوية فمثلا السيد موسى محمد احمد مستشار رئيس الجمهورية نادى بضرورة انسحاب المصري من حلايب لكنه لم يكن معبرا عن سياسة السوداني الرسمية واعتبر صوته صوتا بيجاويا (مفندرا ) اما الاستغلال الجد هو ما قامت به دولة بورندي اذ وقعت على اتفاق عنتبي الاطاري المتعلق بمياه النيل وهذة الاتفاقية تصيب مصر والسودان بنوبة اقلها ضغط الدم لدرجة التجلط والاغماءة كما هو معلوم ان تفاق عنتبي الاطاري وقعت عليه خمسة من دول حوض النيل وهي يوغندا واثيوبيا وتنزانيا ورواندا وكينيا ورفضته وبشدة مصر والسودان وامتنعت بورندي عن التوقيع والمعلوم ان اتفاقية عنتبي الاطارية التي وقعت في مايو 2010 تدعو الي رفض وبالتالي مراجعة كل اتفاقيات مياه النيل السابقة باعتبار انها وقعت في العهود الاستعمارية وانها ظلمت دول المنبع التي كانت مغيبة وتنادي الاتفاقية باتخاذ القرارات المتعلقة بالمياه بالاغلبية وليس بالاجماع وترفض في نفس الوقت الحقوق المكتسبة لهذة الاسباب رفضتها مصر والسودان رغم اصرار الدولة الموقعة الا ان الاتفاقية لم تدخل حيزالتنفيذ لسببين جوهري وهو انها لم تحظى بتوقيع ثلثي دول حوض النيل التسعة فقد وقعت عليها خمسة دول .وفبراير المنصرم يلفظ انفاسه قامت بورندي بالتوقيع على الاتفاقية وحجتها انه كانت تصلها مساعدات من مصر ومع الثورة توقفت هذة المساعدات (يعني الحكاية اكان فيها بيع تحت التربيزة) فالان وقع على الاتفاقية ثلثي الدول ولم يبق الا ان تجيزها برلمانات هذة الدول وهذا اجراء شكلي بحكم طبيعة هذة الدول السياسة فالبرلمات مثل برلمانات مصر(قبل الثورة) والسودان تابعة للجهاز الحكومي تبعية (ود بتا تابع حبوبته) ولعل الاخطر ان الدول الموقعة كانت قد قررت ان تاخذ دول المنبع 15 مليار متر مكعب من دول الممر لمحاربة الجفاف والتصحر فيها وقالت انها سوف تنفذ هذا في مايو القادم اي بعد مرور عام على التوقيع يحدث هذا ومصر مشغولة بثورتها اللهم الا الدكتور هاني رسلان والسودان مشغول بمتابعة الثورة المصرية والليبية قريبا وتحديدا في يوليو القادم سوف يشهد حوض النيل ميلاد الدولة العاشرة فيه وهي دولة جنوب السودان قادة هذة الدولة يقولون ان مسالة مياه النيل ليست من اولوياتهم الان ولايريدون الخوض فيها ولكن حتما سوف يخضون فيها لانهم سوف يطالبون بنصيبهم من حصة السودان القديم كما ستكون لهم اهمية في الصراع الدائر بين دول الحوض فاذا وقعوا على عنتبي الاطارية سوف تصبح الدول الموقعة سبعة من عشرة واذا لم يوقعوا سوف تصبح الدول الموقعة ستة من عشرة اي اقل من الثلثين لذلك تسابق الدول الموقعة الزمن خوفا من تلك المساعدات المصرية التي كانت تقدم لبورندي اوربما لتجنيب الدولة الجديدة الحرج مع جيرانها الشماليين ان الخطوة التي قامت بها بورندي قد ادخلت الصراع حول المياه في حوض النيل( الحوش) فاذا اصرت دول عنتبي الاطارية على التنفيذ وهذة الدول تقف من خلفها قوى من خلفها قوى عظمى سيجد السودان نفسه في صراع مع مصر حول ال15مليار مترمكعب هل تخصم مناصفة ام على حسب حجم الحصة ؟ ثم دولة الجنوب كم ستاخذ من وارد النيل الابيض المطلوب من السودان ان يفتح عينه (قدر الريال ابومائة ) منذ الان ولايكون تابعا الا لمصالحه ونختم بالسؤال (ياربي هل الجماعة في الدولة الجديدة سيوقعون على اطارية عنتبي ام لا؟)