زمان مثل هذا للنساء قبل نهاية الأسبوع الصادق الشريف يوم الثلاثاء الماضي الثامن من مارس كان اليوم العالمي للمرأة، وهو تاريخ سنوي اقترحه العالم المتقدّم ليمثل وقفة دولية لبحث أوضاع المرأة... سيّما في دول العالم (بتاعتنا)، وقبل أن يكتمل الأسبوع نحاول أن نقف هذه الوقفة. فقد جاء اليوم الموعود وأكثر من 46 امرأة داخل دهاليز الحراسات والنيابات... وهنّ يتصلن بذويهنّ من أجل ضامن (ذكر)، ليُخرجهنَّ من تلك الدهاليز. لقد كان حدثاً معكوساً لفكرة اليوم نفسه، ففي الوقت الذي تجلس فيه دول العالم مع نسائها، لتتدارس المشكلات والمعالجات... نساؤنا يجلسن في داخل الحراسات يتدارسن سبل الخروج والكفالة. ولو لم يكن العالم مشغولاً بليبيا وبترولها وزعيمها (نصف العاقل) لكان لهذا الحدث صداهُ في الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى. لكنّ هذا المدخل سيقودنا إلى الحديث عن الفكرة نفسها، فكرة الجندر... بل وكلمة الجندر نفسها. وأحرف (جندر) هذه هي كتابة عربية لكلمة (Gender) إنجليزية، وليست تعريباً. الكلمة التي كانت تستخدم في مثل هذه المواضع هي كلمة (Sex) وتعريبها (جنس)، ولانّ كلمة (جنس) ذات مدلول بيولوجي، يسرحُ فيه الخيالُ نحو الفروقات البيولوجية بين الذكر والأنثي... فقد تناول الأوربيون كلمة (جندر) لتكون ذات مدلول ثقافي مقابل المدلول البيولوجي لكلمة (جنس). إذن حينما يدلفُ الحديث إلى دهاليز الجندر، يكونُ حديثاً ثقافياً... لا وجود فيه للخيالات البيولوجية عن أيٍّ من النوعين البشريين المتشاكسين. وبتلك الطريقة نجحت النساء في أن يضعن قضيتهنَّ في غرفة معزولة وبعيدة عن الغرف القديمة التي كان ينظر لها الرجال من خلف ثقب باب جسد.. فلا يرون إلا ما يثير شهوتهم. زوجة عمران... وحينما أنجبت الأنثى البتول (مريم) قالت في دعائها (رَبِّ إنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىَ، والَلُهُ أعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ، وَلَيسَ الذَكَرُ كالأنْثَىَ...). ورغم أنّ تلك القصة وردت في هذه الآية في سوة (آل عمران) في القرآن الكريم، إلا أنّها تمثل ثقافة شعوب أخرى ونظرتها للأنثى، وهي نظرة تمثل الحقيقة المجردة فقط، ولم تطلق أيَّ حكم على تلك الحقيقة، وهذا من الإعجازات اللغوية للقرآن. فالآن وبكلِّ المقاييس الأرضية والسماوية ف(لَيسَ الذَكَرُ كالأنْثَىَ)... ولا يغالط أحدٌ في ذلك، حتى صاحبنا (فُلان) الذي يهوى (الغلاط)، لن يجد مدخلاً هاهنا ليمارس عبره هوايته. فالعبارة لا تعني أنّ أحدهما أفضل من الآخر، أو أدنى منه. وعلى هذا يجب أن يقوم الفهم الإنساني لهذه القضية، حتى فهم أولئك المتطرفون في الجانبين (السلفي والعلماني). بأن يقوم فكرهما (واجتهاداتهما) على الحقيقة المجردة التي ذكرها الله تعالى. والتي أقرّ فيها باختلاف (الجندرين) عن بعضهما البعض، والتي قامت على أساسها التكاليف المتساوية. وبُنِيَ عليها العدل الإلهي (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض...). التحية لكل النساء في يومهنّ ذاك... والتحية لوالدتي الكريمة، (اللهم أكتب لي رضاك ورضاها يامن أوصيتني بها خيراً)... ولزوجتي مثل ذلك. التيار