تراسيم مندور ..لا يشاهد الجزيرة!! عبد الباقي الظافر [email protected] كان صالون الترابي مليئا بالضيوف ..والشيخ وقتها وفي ركن قصي يتحدث لصحافي ..خفض الرجل من صوته واشار بسبابته نحو القصر وقال لدينا هنالك وزراء ..ثم روى لنا ونحن نزوره عقب خروجه من الحبس بعضهم يزورنا تحت غطاء الليل ثم اطلق عبارة ساخرة (الصليب بهناك والقليب هنا \" ..ورجل معروف بولائه للشيخ يختار وزيرا فى حكومة اقليمية ..يمضي الى شيخه يبحث عن فتوى تتيح له الجمع بين الولاء والمنصب ..والترابي يمنحه الاذن ..ويحتج رجال من حول الشيخ ..ويرد الترابي بنصف ابتسامة \"كان سيفارقكم في كل الاحوال \". من ذاك اليوم انا ابحث عن رجال الشيخ في معسكر البشير ..كلما فعل وزيرا او كبيرا امرا يدعو لغضب الشعب ظننت انه من رجال الشيخ المختبيئن فوق المقاعد الوثيرة شيء مثل هذا قام به الشيخ مندور المهدي ..المندور لا يشغل منصبا كبيرا فى الحزب الحاكم ..بل تمت ترقيته الى ادنى بعد الانتخابات الاخيرة ..من المسئول السياسى الاول يصبح نائبا لرئيس الحزب بولاية الخرطوم ..واحسب ان هذا المقعد صنع خصيصا للشيخ مندور المهدى ..الاعلام لايعرف نائب الشمبلى في ربك ..ولا الذي يقود الحزب الحاكم في القضارف في غيبة كرم الله عباس . مندور خاطب الشعب السوداني وهو يتلقى البيعة من كتيبة النصرة توعد المعارضة بالسحق والمسح من على وجه الارض ان حاولت الخروج الى الشارع .. وقال ان عضوية حزبه قادرة على حسم المعركة . ربما لم يقرأ الاستاذ مندور المهدى تاريخ الشعب السوداني فى مواجهة الانظمة العسكرية ..ربما كان صغيرا وشعب السودان يخرج عن بكرة ابيه يطالب الجنرال عبود بالانصراف ..وابراهيم عبود لا يجد غير ان يضع قبعته العسكرية وينصرف بهدوء . اما ابريل التى صنعها الشعب السودانى في ستة ايام وضحاها ..فقد كانت ملحمة كبرى ..رجال مايو الذين كانوا يمسكون بمفاصل السلطة دعو لمسيرة ردع ..وفي يوم الردع الموعود لم تكن هنالك الا مجموعات صغيرة وجيوب متفرقة . مندور لا يقرأ ..عندما اهتز العرش في تونس كان الرئيس (الزين) يظنها غضبة محدودة في مدينة نائية ..وفي الحلقة الاخيرة بدأ الرجل يتذلل لشعبه ان يمنحوه فرصة اخيرة ..الرئيس (المخلوع) مبارك كان يظن انه في جزر محصنة ..مصر المؤسسات لا تصنع التاريخ عبر موقع (الفيس بوك) ..وفي ايام معدودات كان الشعب ينتصر وينزوى الجلاد فى اطراف شرم الشيخ . قالها العقيد القذافي يخاطب شعبه الذي وصفه بقطيع الجرذان ..انا القائد الذى لايتنحى.. انا المجد ..القائد الذى لا يهزم الان يلوذ بطرابلس (زنقة زنقة) مخافة ان تجندله قوات التحالف التى جاءت لتحمي شعب من رئيسه ..الرئيس عبدالله صالح بدأ يقدم في التنازلات والشعب يرفض في اباء . الدكتور مندور المهدي عليك بمشاهدة قناة الجزيرة لتعلم كيف تصنع الشعوب التغيير هذه الايام .