[email protected] لم يتصور الناس أن يأتي عليهم حيناً من الدهر أن يحسوا بمثل هذا الذل والهوان الذي أحسوه في هذا العهد البغيض الذي طال عليهم فيه الأمد من هذه الشرذمة الكريهة التي ما تركت صفحة من صفحات تاريخها القمئ الإ وزادتها سواداً على سواد.. أساءت أول ما أساءت للإسلام الذي تحمله زوراً وبهتاناً كالحمار الذي يحمل أسفاراً.. فما بهذا قد ترّسخ في وجدان الناس من صحيح الدين ولا ما في كريم ما في السنة النبوية الشريفة.. أساؤوا مرتين .. للإسلام مرة ولبلدهم مرة أخرى. إستعدوا العالم كله وفتحوا البلاد على مصراعيها لكل موتور ومجرم ألّبس جُرمه الإسلام ثوباً وبعد أن كان السودانيون معروفون على مستوى الدنيا بأنهم من أكثر أهل الأرض أدباً وأخلاقاً ولين جانب صار كل واحدِ منهم مجرماً يحمل جواز سفره كوثيقة إدانة وإتهام بأنه أرهابي فيُنظر له بعين الريبة والشك والحذر.. . وفي الثانية أساؤوا لبلدهم حين سطوا على السلطة بليل ولم يكونوا قدرها قط فصار في عهدهم يُستباح الحمى وهم في إنبطاحهم لمن زأروا لهم يوماً بأنهم أسوداً لا تهاب الوغى إكتشف العالم فجأة أنهم في معظمهم أرانب تفر من مواء القطط وأنهم لم يكونوا غير نمور من ورق يستأسدون على النساء ويصبون جام غضبهم على أهل دافور الشرفاء.. أما أن تستبيح إسرائيل حمى البلد في كُلِ عامٍ مرة أو مرتين فذلك لا يُحرّك في بدنهم ذرة من رجولة أو نخوة من كرامة.. . كم يتذكر النارس بفخر أزهري النبيل والأميرلاي الأصيل عبد الله بك خليل حين زأر في جمال عبد الناصر عندما حاول أن يتحرش بحلايب.. أين أنتم من ظفر واحدِ من هذا الدر النفيس.. . بجلافتكم وهرطقتم أصبحتم أضحوكة وسخرية نسمعها من كل من هب ودهب.. ولكننا لن نتحسر بعد اليوم عليكم فأمثالكم يجب أن تُنصب لهم المشانق في الميادين العامة لعجزكم وخذلانكم لكل القيم الكريمة والشرف النبيل لهذا الشعب الوفي.. هي أيام والعواصف والسُحب تُراكِم بعضها فوق بعضٍ لإقتلاعكم من فوق هذه الأرض العزيزة التي يتمنى كل الشرفاء أن يذودوا عن حياضها بالمُهج والأرواح والدماء، والأ تطأ ترابها قدم جندي أجنبي فما بالك بمن يستبيح شرفها ويهاجمها في عقر دارها.. . ليست تونس الأولى وإنما هذا البلد من تتعلم منه البلدان وهذا الشعب هو من تتعلم منه الشعوب فهم صانعي الريادة في محيطهم الإقليمي في صناعة الثورات وهدم معاقل الطغاة فلا(أبو العفين) ولسانه الزِفر يحسب أنه بقبيح الكلِم سيُثير في نفوس الناس خوفاً من مواجهتهم وإقتِلاعهم كما تقُتلع الشوكة من الظُفر ونسى أنه إن كانوا أسوداً فسيلقاهم الناس كِفاحاً لأنهم يومئذ سيلقون أسوداً لا تهاب الوغى.. إقترب التاسع من يوليو ولم يتبقى للناس الإ الشرف المباح ويومها لِيُسترد لا بد أن يُراق إلى جانبه الدمُ ويومها لن تُكفيه دماءكم.