بدأت الحكومة تستشعر أهمية التدريب ورفع قدرات العاملين بالدولة بعد الجريمة الكبري التي إغترفتها بإسم الاحالة للصالح العام تمكينا لمشروعها الحضاري الفاشل والذي دمرالخدمة العامة واوقف تواصل الاجيال وتراكم الخبرات بعد أن اصبحت كوادرهم أحد معاول تخريب الخدمة العامة ومن سخرية القدر، إن من أشرفوا علي تدمير الخدمة العامة باصدارهم قوائم الفصل والتمكين هم من يدعون حرصا هذه الايام علي تأهيل الكوادر البشرية العاملة. الكوادر التي تم احلالها لتلك الكفاءات التي احيلت للصالح العام بكافة مسمياته أصبحت تشكل عبء علي الخدمة العامة رغم الصرف الضخم علي تأهيلها وتدريبها وفتح المجال لسماسرة (جدد) تخصصوا في استجلاب خبراء اجانب لتقديم (سويعات) من المحاضرات ( الهايفة ) للقيادات العليا والتي تكلف الخزينة العامة المليارات بلا عائد فعلي يتناسب و واقعنا ومشاكل الخدمة بالبلاد . عملا بالمثل القائل “كان دار ابوك خربت شيل لك منها شلية " درجت بعض قيادات الخدمة العامة من الذين تجاوزوا سن المعاش الاجباري وما زالوا " مكنكشين " في تراب الميري ، يتحايلون علي قوانين الخدمة المدنية بالصاق صفة (خبير ) علي أنفسهم حتي يظلوا في مواقعهم والكل يدرك بؤس خبراتهم اللهم الا في السفر وحصد الحوافز والتسبب في الاختناقات الوظيفية ووأد الترقي حتي أصبحوا خبراء بلا خبرة . برنامج الاممالمتحدة الانمائي UNDP يرعي مشروعا حيويا (مجاني) يعني برفع القدرات عن طريق نقل المعرفة عبر الخبراء السودانيين العاملين بالخارج Transfer Of Knowledge Through Expatriate Nationals والذي يعرف إختصارا ب TOKTEN Sudan هذا المشروع يستحق الاشادة والاهتمام والاستفادة منه خاصة وأن برنامج الاممالمتحدة الانمائي يرعي ويتكفل بتغطية كل تكاليفه. فكرة مشروع ( طوكتن) سودان مرتبطة بالعمل الطوعي إذ يقوم بجذب وتشجيع الخبراء السودانيين المقيمين بالخارج للمساهمة في تنمية بلدانهم عبر خبراتهم كل في مجاله . المشروع بدأ حديثا في السودان في 2006 وقدم الكثير من المساعدات في مؤسسات القطاع العام والخاص و لمنظمات المجتمع المدني وفي حقل التعليم والصحة والبيئة وفي مجالات البحث والتخطيط ونظم المعلومات والتكنولوجيا. يهدف المشروع الي دعم ورفع القدرات للعاملين وتقليل أثر هجرة العقول ونقل المعرفة والخبرات وتقديمها بآخر ما توصل له العلم . يقوم الخبراء بتوصيل هذه المعارف خصما علي عطلاتهم السنوية حيث بلغ الخبراء السودانيين حوالي 370 خبيرا متطوعا ,ولا تمانع ال UNDP من قبول الخبرات السودانية في شتي المجالات بالتطوع في مشروع طوكتن سودان وعلي مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني عدم تفويت هذه الفرص المجانية خدمة للمواطن السوداني الميدان