سد الألفية يجُب كجبار( 3-3) سليمان حامد حزب المؤتمر الوطنى الحاكم لا يجهل ,بل تعلم قيادته علم اليقين أن مشكلة بناء السدود على نهر النيل هي الأطماء .وهو يتزايد مع الزمن بفضل تزايد التصحر الذى أسهم فيه الحزب الحاكم بإهماله لمعظم المشاريع فى النيلين الأبيض والأزرق وعدم اهتمامه بالزراعة فى القطاعات التقليدية المطرية ومحاربة التصحر ,إضافة الى ما يفعله الهدام فى ضفاف النيل والجزر. ومع هذه الزيادة فى الأطماء تتناقص إمكانيات البلاد من الماء.وأسطع مثال لذلك هو ما أوردناه سابقا عن خزان خشم القربة الذى أوشك على الاختناق ولهذا فان خزان ستيت كان من المفترض تشييده بعد زمن وجيز من بناء خشم القربة ليدعمه ويشكل الضمانة لاستمرار توسيع قدرته الاستيعابية من المياه. هذا الخزان وضع فى خطة وزارة الري للمرة الثالثة فى العام 2007م أمام المجلس الوطنى وحدد موعد فاصل لقيامه ضمن المشروعات المفترضة للخطة ألخمسيه الربع قرنية والنفرة الخضراء وتعلية خزان الروصيرص والتحكم فى نهر القاش ومياه طوكر ودراسات تفادى الهدام الخ... الا أن خزان ستيت لم ير النور حتى يومنا هذا . وصار احد العوامل المباشرة فى دمار خزان خشم القربة وتعرية مشاريع المنطقة وسكانها من الماء والكساء والغذاء . والمتغيرات تؤكد ايضاً انه فى ظل تواصل شح المياه هذا وحتى لو استكملت تعلية خزان الروصيرص وتم تشييد خزان ستيت فلن تزيد كمية المياه وفقا للدراسات التى قام بها الخبراء فى وزارة الري عن خمسة مليارات متر مكعبة . ولهذا يؤكدون أن الطمي لن يتوقف الا بالتعاون مع أثيوبيا ويقول د/صلاح يوسف مدير الإدارة الفنية للري فى الحوار الذى اشرنا إليه أن خياراتنا تقف عند حد تعلية خزان الروصيرص وبناء خزان ستيت إذا تم ذلك ..وان مواقع السدود فى أعالي عطبرة والنيل الأزرق محددة أن لم اقل معدومة . وكل ما تكون فعلته زيادة الخمسة مليارات هو إرجاعنا لما كنا عليه قبل أربعين عاما . وبعد أن تمر أربعون أخرى يصبح وضعنا أسوء بسبب الأطماء والتصحر الخ.. التعاون مع أثيوبيا هو الحل وهذا يستوجب المزيد من الحوار والتفاهم الذى نعمل لان تكون نتائجه لمصلحة البلدين الى جانب مصر كطرف اساسى فى المساهمة فى إقامة هذا الصرح العملاق . أن الصرف على سد كجبار والذي وضحت عدم جدواه يفرض تحويل الأموال المخصصة له لتشييد خزان ستيت وتوصيل المياه الى القضارف التى تبعد عن خشم القربة بمائة وأربعين ك.م فقط بخط أنابيب يسحب يوميا 50 الف متر مكعب من المياه ولا يكلف سوى 75 مليون دولار وفقا لخطة وزارة الري المشار إليها واضعين فى الاعتبار الماسي التى حدثت فى القضارف من جراء شح المياه فجاء المواطنون لما يسمى ( بمياه الفكي أبو نافورة) الملوثة والتي أصابت مئات السكان بإمراض مميتة وضمن المتغيرات التى لابد من وضعها فى الاعتبار أزمة المياه العالمية وما يمكن أن تحدثه من مشاكل لا تقل عن تلك التى أحدثها النفط ,أن لم تكن أكثر منه حدة .وهذا يستوجب تعاون وتضامن دول حوض النيل وإعادة النظر فى الاتفاقيات المبرمة ,وعدالة توزيع المياه وفقا للاتفاقيات الجديدة . وهذا يتطلب دراسة واقعية وتضامناً بين شعوب المنطقة حماية وحراسة لمصالحهم ووضع الاتفاقيات التى تضمن حقوق كل بلد مهما حدثت من متغيرات فى الحكومات ونظام الحكم . كذلك لابد أن نضع ضمن المستجدات ما حدث من مناكفة حول اتفاقية مياه النيل بين بلدان حوضه والتي من الممكن أن تزيد بعد انفصال الجنوب وهو يستوجب التشاور والحوار حول قضايا المياه ضمن ما هو عالق لحسمها قبل الانفصال. أن الأساليب الماكرة للسلطة تحتم اليقظة وتوجب مواصلة النضال ضد تنفيذ سد كجبار واى سدود أخرى فى الولاية . كذلك ضرورة بعث قضية الشهداء من مماتها ليتم التحقيق فيها وتقديم ألقتله لمحاكم عادلة تقتص للشباب الشهداء الطالب عبد المعز محمد عبدا لرحيم وشيخ الدين حاج احمد ومجمد نصر محمد دياب والصادق سالم , الذين مهروا مقاومة تنفيذ سد كجبار بالدم وعطلت قيامه . وهو نضال بجب أن يتواصل. الميدان