الشباب اليوم، يا سيد صادق، هو المؤثر الأكبر من مجموع الشعب السوداني والقائد الفعلي لفكرة التغيير، تغيير الأوضاع الماثلة و المهيمن عليها المؤتمر الوطني، و دي النقطة الأساسية في كل الموضوع . الشباب يحس بغبن شديد، غبن ناتج من مظالم كبيرة و طويلة المظالم دي هي الخلت الدافع كبير و صوتو جهير و كاسح زي السيل لتغيير قيادة المؤتمر الوطني للبلد ، لأنوالمؤتمر الوطني هو البتحمل عبء المظالم دي. و المظالم دي قادت لتدمير جزئي أو كلي في حياة الشباب الناقمين ديل . : المظالم و الغبائن موجودة بين إحداثيين الإحداثي الأول : الإنقلاب على شرعية دستورية ديمقراطية و ما تبعها من حرب على كل ما هو دستوري و ديمقراطي ، فالإنقلاب هو القام بإلغاء كل مظاهر الديمقراطية ، و سلب كل الحقوق الدستورية و القانونية للمواطنين ؛ مثل إلغاء الوظائف؛ وظائف آباءهم و أمهاتهم و اخوانهم و اخواتهم الكبار المعتمدين عليهم في الإعالة ، فالناتج الطبيعي عن ظلم العائل هو ظلم المعول .. دا غير الأجبرهم القمع على مرارة المنافي . إتبدلت حياة أغلبهم و عاشوا مآسي النقص في التعليم و التوظيف و الصحة ، و عرفوا طعم الأحلام المجهضة في العيش بكرامة و أمن و أمان ، و يئسوا من فكرة زواج و تكوين أسرة و امتلاك منزل، و عانوا أكثر لما كانوا و قود إجباري و دون قناعات لحرب داخلية ظالمة و غير مبررة حتى تحت مسمى الجهاد، كانوا يُطارَدون في الشوارع و الميادين و الأسواق، بدون ما يملكوا حق الإعتراض ، عشان يودوهم معسكرات التدريب ، عشان يحموا المشروع الحضاري و الشريعة ، فالمشروع الحضاري العليهم حمايته دون أن يكونوا جزء منه، و الشريعة البتستحق الإستشهاد من أجلها، كلها أمور غير موجودة على أرض الواقع بالنسبة ليهم. فلا عدل و لا قدوة و لا من مطبق لها ، و عرفو إنها ستار لنظام سياسي قاصد الهيمنة و بس . فكم من مرة النظام باع مشروعو الحضاري و قايض الشريعة بأمور دنيوية سياسية، زي إتفاقية نيفاشا و دستور 2005م البيشهدوا علي مستوى الخداع الأصلآ مكشوف، السلب و النهب و الإختلاسات و العيش الرغد ل5% يمثلونها هم و بقية التمومة الوالتهم نتيجة خوف أو طمع و انتهارية ، و دا كلو مقابل الإ فقار و إنعدام الحقوق الشريعية و الدستورية لبقية مجموع الشعب.. لمن أصبح أكتر من 90 % من الشعب تحت خط الفقر. الإحداثي الثاني الحرب : بل قول الحروب الأشعلوها في دارفور و الزادوها إشتعال في الجنوب. و تحت ستار الحربين ديل ، و بقية الحروب ، قالوا بمنطق غريب : تخصيص 70% من ميزانية الدولة للأمن و الدفاع، من غير أي أثر لا للأمن و لا للدفاع ، اللهم إلا تأمين النظام ببطش و وسائل بطش غير مسبوقة ، و الدفاع عن نظامهم ، فالبلد مستباحة و على أرضها أكتر من 20 ألف من أفراد القوات العسكرية الأجنبية و كل البيشوفوهو هو قمع الشعب دفاعاً عن السلطة و تأمين ليها من شرور المنادين بالحرية و الديمقراطية و العدالة . دي خريطة داخلية وخارجية لتركيبة الشباب الآن. نقولها و نعلم انك تعلمها كلها أو أغلبها شباب فقد كل شئ و ما عندو اليخسرو . و يعتبر مكسبو الأساسي حيكون ذهاب \"الجماعة ديل ، أو الناس ديل\" زي ما يُشار لجماعة أو ناس المؤتمر الوطني. شباب أبدى إستعداده للتضحية بالدم و الروح في سبيل الهدف دا، و قبل ما تبدأ ثورات الشباب من حولنا. شباب عارف كل السيناريوهات المؤدية للموضوع دا و مخاطرها ، و مصر عليها ، طالما كل السيناريوهات التانية أصبحت مسدودة ، و بدأ و جرب و شاف و عرف ، و برضك مستعد لكل الإحتمالات في سبيل الهدف الأساسي البخليهو يحس إنو البلد بلدو و إنو عندو فيها حقوق لا بد من مراعاتها أو إنتزاعها. أي كلام غير كدا بيعتبرو تأخير لقضيتو الأساسية و وصلو لأهدافو؛ سواء كانوا من قاعدتك الشبابية أو القواعد الأخرى. شباب يستغرب من مراهناتك على الوصول لحل قضاياه مع سلطة باءت كل محاولاتك و محاولات الآخرين بفشل ، أقل ما يقال عنه إنه فشل زريع. عشان كدا إختارو الطريق التاني رغم مخاطره المدركينها و واعنها ، و المخليهم يصروا علي الطريق الصعب إنو مع كل يوم جديد تزداد الأحوال سؤآ ؛ أحوال البلد و أحوالهم هم كمواطنين . دي أكتر من 20 سنة يا سيد صادق. و المعادلة المنطقية : نحن نذهب و يبقى الشعب.. هم يذهبوا و يبقى نظامهم .. و نظامهم مجرَّب و معروف . و لا أحد ، بين المظلومين ، مع بقاء نظام أتى بالقوة و بالقوة مستمر ، و ما خلى طريق غير القوة و قال الداير يحكم عشان كدا ما فضل خيار غير إنو بالقوة يذهب. و بعد دا كلو ما تسأل ليه الشعب و شبابه بيراهن عليك .. و جماعة المؤتمر الوطني برضو بيراهنوا عليك !