نور ونار القطط السمان و(فقه السترة) م.مهدي أبراهيم أحمد [email protected] وفي الأخبار ان أحد أفراد القوات النظامية قد حوكم بدعوي استلام (الرشوة) علي مبلغ وقدره (عشرين جنيها فقط والرجل يحاكم في الهواء الطلق وعلي رؤؤس الأشهاد والناس يتداولون الحكاية علي سبيل الزكري والعبرة للأخرين ولو كان (قطمير) -والقطمير لمن لايعرفه هو نواة البلح - لابد أن يجد العقاب الرادع عليه والحزب الحاكم يجري محاكمات لمنسوبيه(القطط السمان) بدعوي الفساد ولكنها سرية يكتنفها فقه السترة ومن ستر مسلما ستر الله عليه. ومن الغرابة أن أعضاء البرلمان باتوا يشتكون من فاعلية مقاعدهم-المغيبة- التي أنتخبوا عبرها ليكونوا أداة من أدوات الرقابة للحاكم ولسانا ينطق بالحق ويكشف ما أستخبا ويجاهر بكل ماهو حائد عن الطريق وعينا تراقب في الواقع تكشف عمليات الظلام وتنشر وقائع الفساد ولكن النواب يستيقظون فجأة ليجدوا أنفسهم بذاتها تحوم حولها الشبهات بأستغلال النفوذ حينا وبالتستر وحين بغض الطرف عن مايجري أمام أعينهم . وجهود الدولة في محاربة الفساد يسبقها تساؤل المواطن كيف يحارب الفساد لفظيا ويترك ميدانيا ومسيرة الفساد ماضية لاتلوي علي شئ والناس يريدون فعلا أن يخرج من دائرة الستر الي رحاب المحاكمات العلنية التي ترد الي المواطن ماله وتظهر المتلاعبين في الهواء الطلق فمحاربة الفساد ينبغي أن لايتبعها فقه الستر والتغطية علي الفاسدين بل لابد من أبرازهم وأزاحة الغطاء عن ذممهم ففي ذلك عبرة لكل مسؤول وقادم علي الطريق فهيبة المال العام تبقي من هيبة الدولة وعقوبة من ينتقص هيبة الدولة بالقتل والأعدام لابد أن تكون عقوبة كل من يعتدي علي المال العام كائنا من يكون . محاربة الفساد، وتطبيق الشريعة ، والقضاء علي البطالة ،وكذا وكذا كل ذلك أضحي في نظري من أحاديث الأستهلاك التي ربما توهم قائليها بأنهم يضربون علي الأوتار الحساسة في مخيلة الشعب ولكن تلك الشعارات لابد أن تسبقها الأفعال فقد عزم (النميري ) ساعتها علي تطبيق الشريعة فكان صادقا في عزمه –وهو من هو حيث لم يكن يسنده حزب أسلامي ولا توجه مذهبي - فقطعت يد (محاسب وادي سيدنا ) بدواعي الأختلاس ونهب المال العام وطبقت الحدود الرادعة بمجرد الشبهة وأخذ الناس بالظنة فهي وأن أختلف الناس حولها الا أنها تمثل العزم الصادق حينها المتجرد من (فقه الستر) علي المفسدين والفاسدين فتقلصت الجريمة وسادت هيبة الدولة ودينها وأخلاقها وفوق ذلك سلطة مالها العام . لقد طهر الرسول الكريم (ماعز والغامدية ) علي رؤؤس الأشهاد وأقام الحد بقطع (يد المخزومية) حماية للمجتمع من أن ينجرف لحماية الأغنياء وأقامة الحد علي الفقراء(ولو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها) و طبق في (أبن التيبية ) مبد أ (من أين لك هذا )وحاسبه علي الهدايا والحوافز والأمتيازات عبر مقولة لاتزال تتلي علي مر العصور والسنوات (فهلا جلست في بيت أبيك وأمك فينظرأيهدي لك أم لا )وكثير فعله (النبي الكريم ) ليطهر المجتمع من الفساد وينشد دولة الطهر والعدل والعفاف . آن الأوان للمحاربة الصريحة للفساد عبر تقديم كل أهل الشبهات والثروات الزائفة والغني الحرام للمحاكم الناجزة فستر الحكومة لأولئك لابد أن يهتك لتبدو عورات أولئك للناس كافة ففي ذلك تطهير وعبرة وفي ذلك أيضا عزم ورهبة فالعالم من حولنا أضحت المسؤلية فيه جماعية من قبل المحكوم للحاكم ومن الحاكم للمحكوم فلاغرو أن تكون كلمة المحكوم (الشعب ) حينا هي العليا في محاربة الفساد ومحاكمة المفسدين ودونكم ماحدث في بلدان التغيير حيث لا (كبير) علي القانون فالفساد ينبغي أن لاتؤخذ في منسوبيه الرأفة ولا السترة (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ). حوكم (النظامي ) في الهواء الطلق علي (مبلغ زهيد ) والحزب الحاكم يؤكد علي أنه قد جرت محاكمات لمنسوبيه وأستردت منهم بعض الأموال المنهوبة-لاحظ بعض- ولكن المحاكمات تجري تحت فقه الستر والتغطية عليهم والشريعة تدعو التطهير الصريح والمحاكم العلنية التي في أنزال قيمها الي الواقع الصدق ومواصلة المسيرة وبغيرها تتمايز الأشياء وما قوم (مصر ) منكم ببعيد .