العصب السابع إقالة..أم إعادة \"شكة\"...!! شمائل النور الذي حدث ليلة أول من أمس هو حدث مفصلي نوعاً ما لكن قد لا يكون مفعوله بقدر التعاطي الذي وجده في الشارع، فإقالة صلاح قوش قبل ذلك كانت من رأس جهاز الأمن بعد أن بقي فيه طويلاً وخلق له كياناً جعله متقدماً كل الأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى إن لم يكن على حسابها،، ودون تمليك أسباب واضحة للرأي العام أصبحنا على جهاز أمن دون قوش لكن كانت التحليلات كلها تذهب إلى أن الرجل كوّن دولته الخاصة داخل دولة الدولة ما جعل \"الكبير\" يتحسس رأسه خوفاً من تمدد الدولة الخاصة على حساب الدولة العامة ولم يكن وقتها ما هو أقرب للواقع أكثر من هذه القراءة ففي عهده شهد جهاز الأمن حقبة إستثنائية في تاريخ أجهزة أمن السودان وقد لمع بريقه في هذه الحقبة. لكن الرجل لم يُذهب به إلى حيث أتى فليس من الذكاء طبعاً أن يذهب مغضوباً عليه، فجعلوا له مستشارية يجلس على رأسها، أُبتدعت فيما يبدو خصيصاً لقدرات الرجل الأمنية غير العادية، أو خوفاً منه ذلك لما يُمسك به الرجل من ملفات أكثر حساسية وعلاقات دولية تخطت العلاقات الرسمية، ومثلما وضع بصمته في ذلك الجهاز أراد للمستشارية دوراً لامعاً فأتته الخلافة تجرجر أذيالها فكان الحوار الوطني دون سقف مع الأحزاب قادته هذه المستشارية درءاً لكوارث الثورات التي عمت المنطقة وخوفاً من رياح التغيير التي قد تهب على السودان فقد قامت مستشارية الأمن برئاسته بإدارة الحوار الذي إتضح أنه حوار غير شرعي ولم يخرج من رحم المؤتمر الوطني أو لنقل هكذا أرادوه، فكيف يبدأ مستشار رئيس حوارا مع الأحزاب دون علم أو إذن من الرئيس.. فهل نُصدق هذه.؟ لا طبعاً، ولماذا لم تظهر عدم شرعية هذا الحوار منذ إقالة اللواء حسب الله خصوصاً وأن الحوار توقف تماماً بعد إقالة حسب الله أو لماذا لم تظهر قبل ذلك؟ إذاً لا ثمة شائبة تشوب شرعية الحوار أو على الأقل فإن الحوار تم بعلم الرئيس، لكن الآن الرئيس أقال قوش على خلفية تصريحات نافع، فمثلما كانت الشريعة تسبباً في إقالة حسب الله فالآن عدم الشرعية هو سبب في إقالة قوش، وقوش ليس كما حسب الله.!! في تقديري أن إعفاء صلاح قوش أو الإستغناء عنه بصورة نهائية أمر مستبعد كلياً فليس من المصلحة أن يُستغنى عن من هو ممسك بكل الملفات الأمنية، خصوصاً أن المرحلة حرجة للغاية، قد يذهب كثيرون إلى أن الرجل حتى ولو تم الإستغناء عنه نهائياً لا مخافة من ذلك فليس له دور سياسي مؤثر فهو أمني من الطراز الأول، لكن ما يمسك به من ملفات قادرة على ثباته في مكان آخر أقرب إلى مكانه الأول، ممكن جداً أن يأتي قوش في ثوب جديد كما المستشارية، وإن لم يأت فهذه البداية. التيار