[email protected] انه صراع جبابرة القصر والشعب لا يهمه هذا او ذاك من رجال الانقاذ الذين اذاقوا الشعب الذل والهوان. الصراع علنيا يدور بين نافع وصلاح قوش ووراء هذا اوذاك تقف قيادات لم تبرز موقفها في العلن حتي الآن. انه فقط راس جبل الجليد الذي نشاهده. مما يسترعي الانتباه انه عندما قام صلاح قوش بالاتصال بالاحزاب المعارضة كان ذلك بعلم البشير و بمباركته. فكيف يتخلي البشير عن صلاح قوش وينحاز لنافع؟ هل هذا اقوي من البشير ذاته؟ لا جدال في ذلك. عندما تمكن نافع من ازاحة قوش من موقعه الحساس في جهاز الامن ورمي به الي مستشارية في القصر كان يتخيل انه تخلص من قوش كمنافس نهائيا. لكن قوش المعروف بذكائه الحاد بدلا من ينغمس ويغيب عن الاضواء نهض وقبل التحدي ورد الصفعة بصفعتين. استطاع ان يقنع الرئيس بضرورة اجراء مفاوضات مع احزاب المعارضة للخروج من الازمة التي تتعرض لها البلد وتم الاتصال بالمعارضة وصار قوش نجما ساطعا في سماء السياسة السودانية اكثر مما كان عليه في الماضي. هنا غضب النافع وقرر التخلص منه نهائيا. فجاء قرار الاعفاء. الملفت للنظر هو موافقة البشير للاقالة رغم علمه التام وموافقته الشخصية المسبقة لاجراء الحوار مع احزاب المعارضة! هل هو ضعيف بهذا الشكل امام نافع وجوقته؟! لنا ان نتسائل كيف سيتمكن نافع المحدود الفكر والخبرة والكياسة السياسية من التخلص من مجموعة قوش وعلي راسها فطاحل امثال علي عثمان طه؟ ام سيسعي للاطاحة بالرئيس طال الزمن ام قصر؟!. المشكلة ان قوش يحتفظ بكثير من اسرار المؤتمر الوطنى من فساد ونهب الاموال وحسابات في بنوك خارجية ورشاوي وتصفيات سياسية والعمارات التي شيدت والتي يمتلكها النافع وغيره من رجال الانقاذ واسرار غزوة ام درمان وكل اسرار جهاز الامن . فهل يسكت عن كل هذا وهو مبعد مضطهد؟! ام يستعمل هذه الاوراق ككروت ضغط فعالة؟ هل ستتم تصفيته قبل ان يفتح فمه؟! ان البلد ستشهد عراكا عنيفا يدور داخل المؤتمر الوطني بنفسه وداخل القصر ربما تطيح ببعض الرؤوس.