زاوية حادة كيمبردج الأصل وكيمبردج الظل جعفر عباس وصلتني رسالة من د. صلاح عبد العزيز المدير العام لمراكز ومدارس كيمبردج في السودان، تعقيبا على مقال نشرته هنا بعنوان تخريج أم تهريج\"، استنكرت فيه تنظيم حفلات تخريج لمن أكملوا مرحلة \"الروضة\"، بعضها متلفز، وقلت في ما قلت إن بعض رياض الأطفال والمدارس عندنا تحمل أسماء جامعات أجنبية عريقة، من باب الاستهبال، رغم أنني لم أذكر مدارس كيمبردج بالاسم، - وبيني بينكم كانت مقصودة ببعض ما ورد في مقالي - فقد أفحمني د. صلاح عبد العزيز عندما أرفق برسالته وثيقتين صادرتين عن هيئة (بورد) الامتحانات الدولية لجامعة كيمبردج البريطانية تؤكدان أن المدارس السودانية التي تحمل اسم الجامعة معتمدة منها (في المنهج البريطاني من حق كل مدرسة ان تختار هيئة امتحانات معينة، بل إن طلاب المدرسة الواحدة من حقهم انتقاء هيئة معينة لامتحانات مادة او مواد معينة وأخرى وثالثة ورابعة للمواد الأخرى).. المهم أنني كنت على خطأ في زعمي بعدم وجود صلة بين بعض مدارسنا والجامعات البريطانية (مثلا) وأقدم اعتذاري لمراكز ومدارس كيمبردج، ولكنني ما زلت عند رأيي - الذي أوردته في رسالة الاعتذار للأستاذ صلاح - بأن تنظيم حفلات تخريج لمن يكملون مرحلة الروضة عبث تربوي، الغاية منه تجارية وليست \"تربوية\". وننتقل اليوم إلى مدارس كيمبردج الما خمج أي \"الحقيقية\" التي تنجب العباقرة، وأعني بذلك مدارس مرحلة الأساس التي ظهرت نتائج تلاميذها قبل أيام معدودة، وثبت بالأرقام أن عيالنا أفضل أداء من رصفائهم الذين يدرسون في كيمبردج \"ست الاسم\": أحد عشر طالبا أحرزوا الدرجات الكاملة في اللغة العربية، ولم يفتح أي منهم تاء مربوطة أو يضع همزة في المكان الخطأ.. هذه بسيطة فالعربية لسان معظم من جلسوا لتلك الامتحانات، وتعالوا لامتحان اللغة الإنجليزية التي أحرز فيه (748) طالبا الدرجة الكاملة!! أتحدى د. صلاح عبد العزيز أن يراجع نتائج امتحانات كيمبردج البريطانية للمراحل المتوسطة والثانوية والجامعية على مدى قرن كامل، وأن يأتيني بطالب إنجليزي معتق واحد أحرز (80%) في امتحان اللغة الإنجليزية!! هذه جامعات كيمبردج وليست مدارس أساس رو(1252) أحرزوا الدرجات الكاملة في الفقه والعقيدة فابشروا يا أمة الإسلام ففي السودان مئات في قامة أبي حنيفة وابن حنبل ومالك والشافعي!! و(2598) أحرزوا كامل الدرجات في شيء اسمه \"العلم في حياتنا\"، وهذه نتيجة بائسة فقد كنت أتوقع ان يرتفع عددهم إلى عشرات الآلاف لأنه - وبكل بساطة - من السهل جدا إثبات أنه لا أثر للعلم في حياتنا.. وخاب أملي في تلاميذنا عندما اتضح أن (612) منهم فقط أحرزوا الدرجات الكاملة في مادة اسمها \"نحن والعالم المعاصر\"، فقد كنت أتوقع أن يكتب الآلاف منهم في الإجابة على أسئلة ورقة امتحان تلك المادة إنه لا علاقة لنا بالعالم المعاصر.. والأدلة على ذلك كثيرة، فنحن ما زلنا نستخدم الكربون لإعداد عدة نسخ من المستند الواحد، وعندما حدثت الأزمة الاقتصادية العالمية قال أولياء الأمر والنهى عندنا أننا لن نتأثر بها (لأننا نعيش في زحل).. (و1207) أحرزوا الدرجات الكاملة في مادة \"الصحة والتغذية\".. أتحدى وزارة التربية أن تجري كشفا طبيا على هؤلاء وإن لم يثبت أ ن( 200) منهم على الأقل يعانون من سوء التغذية ومشاكل صحية فسأتكفل ب\"إجلاس\" مائتي طالب!! لا أهدف إلى تبخيس إنجاز المتفوقين: مصطفى محمد ابراهيم وسماح البخاري ونمارق الفاضل وإسراء البدوي واستبرق عصام الدين وغيرهم وخالد الصديق، فمن المؤكد أنهم متفوقون ومجتهدون،.. ولكنني أقول لهم إن عمهم جعفر عباس عمل مدرسا بالمرحلة الثانوية وكان على عهد الدراسة، متفوقا في اللغتين العربية والإنجليزية، ويكتب هذا المقال والكمبيوتر يضع له خطا أحمر تحت كلمة واحدة . الرأي العام