تراسيم كله ..الا الجيش ..!! عبدالباقي الظافر alzafir@hotmail .com في عشاء دبلوماسي التقت السيدة فاليري بالم بفارس أحلامها السفير ويلسون ..تكررت اللقاءات والسيدة تكتم بين جوانحها خبر أنها احدى عميلات وكالة الاستخبارات المركزية ..السر الذي أخفته الحسناء فاليري عن عشيقها تسرب لاحقاً بين أعمدة الصحف ..نائب الرئيس ديك شيني اراد ان يعاقب زوج الست العميلة الذي رفض أن يسبح مع تيار الحرب ويؤكد في تقرير كُلف بإعداده بأن العراق اشترى يورانيوم من النيجر ..لويس ليبي مدير مكتب شيني همس في أذن احدى الصحفيات ان السفير ويلسون رشحته زوجته الجاسوسة للقيام بهذه المهمة . لم يسأل أحد ان كانت الزوجة استغلت منصبها لتلميع زوجها ..بل انحصر السؤال كيف تجرأ لويس ليبي في كشف هوية عميل استخباراتي ..محكمة كبرى انعقدت لهذا الامر ..لجنة برلمانية بدأت تحقيقات مكثفة ..وفي النهاية قدم لويس ليبي نفسه ككبش فداء للسيد شيني ونال حكماً بالسجن مقداره ثلاثين شهرا وغرامة مالية بلغت ربع مليون دولار . جاء في صحيفة السوداني أن الجيش يتهم عدد من الصحافيين بإستهدافه ..بل أن الأمر مضى الى أكثر من ذلك حيث رفع الناطق بإسم القوات المسلحة شكوى لمجلس الصحافة ..الشكوى تتهم بعض الصحافيين بنشر معلومات ضارة تؤثر على معنويات الجيش السوداني . بداية علينا ان نؤدي التحية لجيشنا السوداني ..مؤسسة القوات المسلحة ظلت واحدة من المؤسسات التي يلجأ اليها الشعب عندما تدلهم الخطوب ..جيشنا لم يصب السلطة عبر أى انقلاب عسكري ..الساسة والاحزاب كانوا يستغلون الجيش للوصول الى القصر الجمهوري ..الجنرال عبود استلم السلطة بالتعليمات من زعيم حزب الأمة عبدالله بك خليل ..العقيد جعفر نميري شق خور عمر تحت مظلة الحزب الشيوعي ..العميد عمر البشير بأمر الجبهة الاسلامية نفذ استراتيجية اذهب للقصر رئيساً وسأذهب الى السجن حبيساً واحتل القيادة العامة . الجيش فعلها مرتين خطف السلطة من بعض جنرالاته وردها الى الشعب السوداني ..في اكتوبر الاخضر رفض الجيش موالاة الفريق عبود ..في ابريل انحازت القوات المسلحة لشعبها وضغط كبار قادتها على سوار الدهب ليعلن البيان الأول . المشكلة في تقديرى تكمن في حساسية بعض الوزراء للنقد ..المطالبة برحيل وزير الدفاع لا تعني ابدا التشكيك في مؤسسة الجيش بل تعني اننا نري ان جيشنا يستحق افضل من ذلك ..ومن تقديرنا لهذه المؤسسة الوطنية نطالب ان نولي امرها لأفضل الكفاءات وأعمق الخبرات ..الجيش هم ابنائنا واخواننا وابائنا ..جاءوا من رحم هذا الشعب ولم يخذلوه ابداً. وزير الدفاع شخصية سياسية ..أن افلح اعطيناه حقه من الثناء وان اخفق لن يكون بعيدا عن مرمى نيران الصحافة ..اذا كانت النجوم والنياشين التي تزين كتف الوزير وصدره تمنحه حصانة من النقد على الحكومة تمدين منصب وزير الدفاع . عندما شعر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ان بعض الناس اختزل مؤسسة الجيش في شخص الوزير خالد بن الوليد لم يتردد في اعفائه مخافة ان يفتن الناس به . كله الا الجيش ..ابعدوه عن السياسة واتركوه حارساً للسيادة .