نط حرامي بين ناس غلبانين ، ومنهكين وربما جعانين ، فلم يستيقظوا من كوابيسهم لحظة دخول اللص العجيب . وتجول صاحبنا في كل ناحية ، من الجهة الشرقية والغربية والصالون والمطبخ حتي وصل إلي " التكل " . ولمن لا يعرف التكل فليراجع الكتاب المشهور " الدوكة والحلة المسبوكة " لصاحبته الحاجة مبروكة . نرجع للقصة فقد فتح الحرامي الدولاب وشال جلابية سيد البيت الجديدة والعمة كذلك وكم قميص من قمصان العيال . وهبر علي " تياب " ست البيت وفيهم أبو قجيجة الذي وردها من أختها المقيمة بدوحة قطر ، حيث يعمل زوجها هنالك في وظيفة عادية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمباحثات دارفور البيزنطية أو تقسيم دارفور وغيرها من الموضوعات التي سيستمر الجدل حولها حتي يوم القيامة العصر . ومن ضمن ما سرقه الحرامي " الرادي " الهكر الذي كان مصدر المعلومات الوحيد بالبيت نظراً لعدم قدرة أهل البيت علي شراء تلفزيون . وبمناسبة التلفزيون فإننا نطلب من سعادته تغيير نشرة أنباء المؤتمر الوطني عند العاشرة مساء بأي مادة مناسبة ولو كانت " طبق اليوم " . أما طبق اليوم عند الناس العاديين ، فهو كباية شاي أحمر بي رغيفة بايتة أو كسرة أو قراصة . وفي بعض الأحيان فول حاجات لزوم الفنكهة . وفي جولته الليلية وجد الحرامي جزمة سيد البيت وسفنجة المدام وعدد من " التموت تخلي " فحملهم في " بقجة " كبيرة أعدها لهذا الغرض . ومثلما دخل من الحيطة خرج بالحيطة لكنه تذكر " التكل " وما فيه ، فرجع لداخل البيت ثم التكل فلهف ما بالحلة من باقي " البوش" ونهر جدادة البيت وسلق البيضة التي كانت تحتها ثم شرب من القلة اللي تحت الشجرة . ولما أصبح الحرامي في الشارع المظلم تذكر الملايات الجديدة التي كانت في رف الدولاب فرجع مرة أخري للبيت فأخذها ووضعها في " بقجته" الكبيرة وتئاءب من النعاس والشبع وقرر أن ياخد شوية " تكلة " ورقد علي البقجة باعتبارها مخدة . أما كيف استيقظ " الحرامي " من نومته ليجد نفسه في الحراسة ، فتلك حكاية أخري تشهد عليها العكاكيز والصفعات واللكمات التي تلقاها اللص التعيس . في مكان آخر من بلادنا يتقلد " تماسيح " كبار أرفع المناصب ، والرجل غير المناسب في المكان المناسب ، ولو عن طريق مفوضية العجايب والصناديق في جحر الدبايب . الميدان