[email protected] كشفت الانتخابات التي جرت في ولاية جنوب كردفان ضعف المؤتمر الوطني و كيف أنه استفاد من تسخير إمكانيات الدولة من أجل أن يكسب الانتخابات بأية صورة من الصور و تقول مصادر في وزارة المالية أن المؤتمر الوطني قد صرف أكثر من مليار وثلاثمائة ألف جنيه من أجل تغطية نفقات الانتخابات و تمت التغطية برفع أسعار كل السلع الضرورية \" السكر والشاي و الدقيق و كل مشتقاته و الزيت و الصابون بكل أنواعه\" من أجل توفير هذا المبلغ الكبير, أن قيادات الإنقاذ لكي تستمر في السلطة لا يهمها معاناة الناس و شظف العيش الذي تكابده أغلبية الشعب السوداني. استغلت الإنقاذ مؤسسات الدولة في الدعاية الانتخابية لمرشحها أجمد هارون في البداية ذهب فريق من التلفزيون السوداني و صور مع عدد كبير من ناس المنطقة ثم صور عن منطق جنوب كردفان و نسب كل تلك الانجازات لمرشح المؤتمر الوطني أحمد هارون ثم ذهب نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه و قام بفتح عددا من المنشأت الاقتصادية كدعاية لمرشح المؤتمر الوطني ثم ذهب السيد رئيس الجمهورية في رحلة التهديد و الوعيد لكي يقول لناس المنطقة إذا انفصل الجنوب ليس هناك حماية غير الإنقاذ و عليكم الانصياع لها أو سوف تتعاملوا كعداء حرب و كل الأموال التي صرفت في رحلة السيد رئيس الجمهورية و نائبه و وفود من حزب المؤتمر الوطني إضافة إلي عدد من الولاة في دارفور مع كل الحاشية كل ذلك الصرف كان من الخزينة العامة. قبل الانتخابات بأيام بدأ التلفزيون القومي في بث برامج ثقافية و منوعات و برامج سياسية بهدف الدعاية لمرشح المؤتمر الوطني ثم قدم حلقتين في برنامج \" المشهد السياسي\" و كانت الحلقتان بهدف نقد الحركة الشعبية و إظهار ضعفها بعد ما ينفصل الجنوب ثم في اليوم الذي بدأت فيه الانتخابات قدم التلفزيون حلقة استضاف فيها شخصيتين قدمهما علي أنهما باحثين في الدراسات الإستراتيجية و كان الهدف منها هو نقد الحركة الشعبية و محاولة مدح و إطراء مرشح المؤتمر الوطني في استخدام سيئ و غير مسؤول لمؤسسات الدولة لكي تدعم مرشح المؤتمر الوطني. و رغم الاستخدام السيء لمؤسسات في الدعاية الانتخابية لمرشح الحزب الحاكم و الصرف بإسراف من المال العام و استخدام مؤسسة الرئاسة و إمكانياتها لدعم أحمد هارون كان الفارق بين المتنافسين ضئيل جدا رغم كان هناك مرشح مستقل و هو من أبناء الحركة الشعبية نال عددا من الأصوات أكثر من الفارق بين المتنافسين و هذا يدل أن المؤتمر الوطني دون مؤسسات الدولة و أموال الخزينة العامة لا يساوي ليس لديه أية جماهير تقف معه فأية انتخابات نزيهة و شفافة يحرم فيها المؤتمر الوطني بعد استخدام أموال الدولة و مؤسساتها الإعلامية يخسر الانتخابات. لقد تأكد لكل قيادات المؤتمر الوطني أن حزبهم هو حزب الدولة الذي لا يستطيع أن يستغني عنها البت و أن المعاناة التي سوف تعتصر الشعب السوداني بعد نقص إيرادات الدولة و عجز الحكومة في توفير متطلبات الحياة للمواطنين سوف تنتفض الجماهير و كل هذا التبجح و النفخة الكذابة سوف تزول و تبقي المواجهة مع الجماهير في تلك الفترة سوف يعرفون حجمهم الطبيعي و سوف يقدمون جميعا للعدالة لا يهم أن كانت في الداخل أو الخارج و لكن يجب أن تسير قيادات الإنقاذ في ذات طريق حبيبهم الرئيس حسني مبارك و حاشيته. كمال سيف صحفي سوداني سويسرا