الصادق المهدي الشريف [email protected] (1) الأحداث التي تستحق التعليق في هذا الإسبوع أكبر من مساحة العمود... ولكن سنعرض لقضيتين لعنا نستطيع العودة لهما بالتفصيل... وعلى نهج الفضائيات نقول (فابقوا معنا). (2) القضية الأولى تطرقت لها الصحف المصرية نقلاً عن مقربين من الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. فقد ابدى مبارك رغبته في كتابة إعتذار للشعب المصري عن كل الفظائع التي حدثت في عهده.. طالباً منهم العفو عنها. ولأنّه الآن رهن التحقيق في تلك القضايا فقد ذهب قانونيون الى انّ هذا الإعتذار سوف يشكل بيِّنة (كاملة الدسم) ضده... لانّه يمثل إعترافاً بتلك الفظائع... والإعترافُ سيد الأدلة. بينما رأي آخرون أنّ الإعتذار سوف يصنع تعاطفاً معه من قبل شرائح كثيرة داخل الشعب المصري، وهو ما يمكن أن يفيده في التحقيق، ورُبّما في إصدار الأحكام بواسطة القضاء... لاحقاً. لكنّ السؤال الذي يعِنُّ إلينا هو : هل الإعتذار هو رديف التوبة؟؟؟... ونقصد هُنا التوبة بمفهومها الإسلامي المعلوم. فالتوبة لها شروطها المعلومة (الإقلاع في الحال - الندم على ما فات – العزم على عدم العودة – إرجاع الحقوق لاهلها). فأيٍّ من هذه الشروط سوف تتوفر في الإعتذار الذي ينوي مبارك تقديمه لشعبه؟؟؟. فهو قد أقلع بالفعل (أو تمّ خلعه)، ولم يعد بإمكانه أن يؤذي بعوضه... ولنفترض جدلاً أنّه سوف يندم على كلِّ ما فعله.. وبمعلومية انّه لن يستطيع العودة للحكم (عزم على ذلك أو لم يعزم)... فهل سوف يُرجع الحقوق الى أهلها؟؟؟. وليست الحقوق المالية فحسب... بل كلّ الاذى الذي ألحقته أجهزته بالمواطنين.. قتلاً.. وتعذيباً.. ونفياً... وإفقاراً!!!. الإجابة على هذه الاسئلة هي التي تُحدد الإجابة الكُلية على السؤال الأول : هل الإعتذار رديفٌ التوبة؟؟؟. (3) القضية الثانية هي حرق مسجد كادوقلي العتيق... بولاية جنوب كردفان أمس الأول. والي الولاية... ورئيس شرطة الولاية... وفريق المعامل الجنائية... كلهم أكدوا أنّ الحريق تمّ بفعل إلتماس كهربائي... إلا هيئة علماء الولاية. الهيئة أدانت حرق المسجد... وذكرت آيات كريمة في سياق تلك الإدانة... وهددت بقطع الأيادي التي إمتدت الى بيوت الله!!!. والحقيقة انّه لا يرضى ايِّ مسلم أن ينال أحدٌ كائناً من يكون من بيوت الله ولا من دينه... بل ولا شعيرة من شعائره... ولا من مقدساته ولا عباده. لكنّ مسؤولو الولاية والأجهزة الفنية ذكروا انّ الكهرباء هي الفاعل لذلك الحريق... ولم يتهموا أيِّ فردٍ أو جماعةٍ أو حزبٍ. وحتى يثبت عكس ذلك، فإنّ على الجميع أن يلتزموا بما ظهر لهم من حقائق... فالولاية تعيش في هذه الأيام أسوأ مراحلها التاريخية... وإشعال الولاية كلها لا يحتاجُ فقط إلا لمن يشعل عود ثقاب. التيار