إذا زلزلت الأرض ... مشروع غرب القولد .. التنفيذ بالمعلوم والمنزوع وعصى موسى علي محمود علي هوشة [email protected] سلامقي بدأت تلوح في أفق الولاية الشمالية غمامة داكنه لا أدري إن كانت (مزناً) تمطر خيراً أو (كًشراوة) تنذر بما لا يحمد عقباه .. والولاية الشمالية بكامل أرضها وتاريخها وأعراقها موعوده (بنفرة) شيبها وشبابها لإستثمار خيرات أرضها في كل ما ظهر منها وما بطن . الحكاية :- ليس من باب الإستثناء والأقصاء للقولد من كيان الولاية الشمالية المتماسك (الآن) في صحوة من غفوة طال أمدها وزمانها ، وإنما للزوم ما ورد من (تنوير) في لقاء (نظمته اللجنة العليا التنسيقية لمشروع غرب القولد) الذي (تنوي !) إدارة السدود (إنشاءه !) في مساحة 200 ألف فدان . والتنوير كان (بالريموت كنترول) من وحدة تنفيذ مشروع سد مروي . فالحكاية في أصولها وفصولها المتشابكة هي أن المساحة المعنية بهذا اللقاء التنويري هي (القرار الجمهوري رقم 206 لسنة 2005م) والقاضي بنزع أراضي الولاية الشمالية بعد (بعض الإستثناءات) وماتلى ذلك من مذكرات تفسيرية أجتهد فيها سدنة القانون لكي تؤول هذه الأراضي لملكية إدارة مشروع سد مروي بحجة (الغرض القومي العام!) . نعم للقرار الجمهوري رقم 206 لسنة 2005م .. ولكن ....... أول الكلام :- يعود ميلاد مشروع غرب القولد بكل مكوناته المساحية إلى عام 1948م وكان حينها حلماً (يعشعش) في مخيلة الرعيل الأول من الأجداد والآباء والأعمام الذين هاجروا إلى مصر طلباً لرزق يعينهم على التوسع في المساحات الزراعية بقراءة نافذه (لمستقبل أجيالهم) .. وظل هذا الرعيل المهاجر في غربته على تواصل دائم بالفكرة والمشورة مع الذين آثروا البقاء في المنطقة يراودهم طموح الخروج من آلية النواعير والسواقي والشواديف إلى آفاق الري الحديث للتوسع في الرقعة الزراعية وكان ذلك إعلاناً لميلاد أول مشاريع تعاونية تكافلية في المنطقة أعقبها لاحقاً فكرة التمدد الزراعي في سهول غرب القولد (بالقُصاد) ... والقُصاد هي ثقافة (عرف) التملك دون التغول على حقوق الآخرين وهو عرف راسخ في المنطقة راعته واحترمته كل القوانين المحلية والقرارات السيادية تأسيساً على الوصاية والمشورة في كل الحكومات التي تعاقبت على الولاية الشمالية . في منتصف الستينات تبلور مشروع غرب القولد كحقيقة ماثلة للتنفيذ وصار منذئذ شعاراً ولوحة إنتخابية جذابة يتغنى بها في كل موسم إنتخابات جميع مرشحي الدائرة الجنوبية بمختلف ألوانهم الحزبية يعزفون عليها لحن (حصد الأصوات) من أجل الوصول إلى كراسي المناصب الوثيرة . آخر الكلام :- وبالعودة إلى ما جاء في تقرير (اللقاء التنويري !) الذي إنعقد في مدينة دنقلا ، أود أن أتناول بعض الإشارات المفصلية المستنبطة من نص تقرير التنوير مع شىء من (المباح والمتاح) من تعليق في هذه المرحلة لقضية (أراضي غرب القولد) وهي قضية لو تعلمون جد (عظيمة !) . أولاً :- تناول التقرير عرضاً تعريفياً مفصلاً لإمتداد مساحة المشروع من نهاية حدود محلية الدبة شمالاً إلى نهاية حدود محلية القولد شمالاً . هذه المساحة هي (أَس) الموضوع (ورحم) الحلم الذي أنتظر ميلاده أولئك الذين رحلوا وتوسدوا في (لحودهم) ذاك الحلم . كما أن أراضي غرب القولد تعتبر الأكثر خصوبة وأستواءاً في كامل أراضي الولاية الشمالية . عليه فإن أهلية وأحقية الإستثمار بكل أنواعه ومعاييره تستند على ملاك الأرض (دون سواهم) تحت وصاية ورعاية والي الولاية الشمالية وليس سواه ، والذي إرتضيناه والياً بقناعاتنا في شخصه (الحقاني) الحقوقي وآمل أن تدوم هذه القناعة . ثانياً :- يشير التقرير إلى تنظيم لقاء (تنويري) حول قيام مشروع غرب القولد الذي (تنوي) إدارة السدود إنشاءه ... والنيه هنا في تقديري (فرض عين) يعني (الموضوع منتهى وكل تربال في المحلية بشوف ليهو حل) ... وكل الحلول تستوجب وضعها على طاولة الحوار والتوافق بالتي هي أحسن . ثالثاً :- يشير التنوير إلى أن مشروع غرب القولد أحدث ضجة كبرى في بداية العمل فيه الأمر الذي جعل إدارة السدود (توقف إنطلاقة العمل فيه !) وتبرم عقداً مع (مقاول صيني !) في أغسطس 2008م بتكلفة تقدر بحوالي نصف مليار دولار (لإنشاء المشروع !) .. نَعم (لحل المشاكل) ونَعم (للإستثمار) ولا لأي (حلول) أو (إستثمارات) أحادية تقصي صاحب الحق الذي تمترس خلف حقوقه للحفاظ على الأرض أو الموت دون سواها . رابعاً :- يشير التنوير إلى أن الأراضي المعنيه بمشروع غرب القولد تحتاج إلى (عمر نوح وصبر أيوب ومال قارون !) حتى يستفيد منها (أصحابها) .. ويكفي هنا إشارة التنوير إلى تأكيد الحق بمنطوق (أصحابها) .. أما (عمر نوح) فهو أمر مخطوط في لوح محفوظ .. كما أن صبر أيوب هو من نعم الله علينا حتى يكون هذا المشروع حقيقة (بالحق وليس سواه) ... وأما (مال قارون) فهو مقدور عليه بعون الله الذي يرزق عباده من حيث لا يحتسبون ... يكفينا من نعم الله علينا أن ألهمنا الهداية والرشد في المسعى لنيل حقوقنا دون (طمع) لذاتنا أو (معصية) لولاة أمورنا ... ودعاؤنا وتضرعنا للمولى عز وجل ألا يجعلنا من الخاسرين وأن يجعلنا في ذمرة المؤمنين الذين يتواصون (بالحق) ويتواصون (بالصبر) . خامساً :- يشير التنوير إلى بقاء (الأمل) في تطوير الزراعة بالشمالية بإشراك المزارع في القرارات التي تتخذ بإنشاء المشاريع المنوط بها خدمته وفي المكاشفه الواضحة والصريحة عند تنفيذ مثل هذه المشاريع التي (تتقاطع مواقع تنفيذها مع مواقع أمتلكها المزارعون لفترات أطول أملاً في إنتظار مشاريع تسهل عليهم إنسياب المياه إلى تلك الأراضي ...) . والتنوير هنا مقبول بقدر من (التحفظ المتوجس) لأن الصياغة أتت وكأنها (حل كلمات متقاطعة) غابت بعض حروفها – (ربما) – بفعل فاعل لتغيب إستحقاقات (المفعول به) . إشارات ختامية :- * كل الاجلال والاحترام والتوقير للقرار الجمهوري رقم 206 لسنة 2005م والقاضي بنزع ملكية أراضي بالولاية الشمالية (لغرض قومي عام) .. وأحسب أن (الغرض القومي العام) لن يغفل إستحقاقات قاطني الأرض (بعمر نوح وصبر أيوب) والتي هي في واقع الحال إحدى مكونات (الغرض القومي العام) . * لا يختلف واحد من أثنين في أن أي (قرار جمهوري) معنية به أي (ولاية) يتأسس على حزمة متكاملة من المعلومات والبيانات والتوقعات والإحتمالات حيث تكون سلطة (الولاية) هي محورها ونقطة إرتكازها بالإستقصاء والرصد والتشاور ثم التراضي والتوافق (مع مواطن الولاية) لكي يحال الأمر بعد ذلك إلى الجهاز التشريعي للتداول بغية تحصين القرار المنشود من أي مآلات سالبة حتى يصاغ بعدئذ بمعايير قانونية تؤمن (قدسيته ولازمية تنفيذه) . * يكفي أن أشير لهذا المنحى إلى إفادة السيد وزير الزراعة بالولاية الشمالية في لقاء له مع صحيفة (التيار) الصادرة بتاريخ 27 إبريل 2011م بأن (هناك خطأ في صياغة القرار وكان الصواب أن يكون منطوقه تخصيص وليس نزع أراضي) ... وتلك واحدة من إشارات أبواب التأويل المفتوحة في (المعلن) و (المستور !) . * نعم للإستثمار في أراضي مشروع غرب القولد بما لدى ملاكه من (حق) وبما للدولة من (واجب) ، وتلك هي (بوصلة) المعادلة العادلة لمفهوم (الغرض القومي العام) .. * أين ولاتنا وأين نواب دوائرنا وأين مجلسنا التشريعي وأين المعتمدون ... بل أين والينا الجسور (ميرغني محمد صالح) وأين (البروف حربي) الناسك العابد الذي آثر الأنزواء متأبطاً الحق حتى ينال رضا المولى عز وجل ؟ ! . شىء في خاطري :- جال بخاطري قصة عصا سيدنا موسى (عليه السلام) التي كان يهش بها على غنمه ويتكيء عليها حيناً مثل ما كان له فيها مآرب أخرى ... وعند تأملي إلى (صنوف العصى) المبتدعه التي أضحت موضة مكملة للوجاهة ولأيماءات الوهم ، تمنيت أن ينعم الله علي (بعكاز) فيه كل أسرار عصا موسى ليعينني في (الكر) على (عصي) من سيكونون لي فيهم مآرب أخرى . علي محمود علي هوشه رابطة أبناء القولد - هوشمار