قولوا حسنا الحركة الأسلامية وضرورة المراجعة محجوب عروة [email protected] أهدانى الأستاذ الكبير حيدر ابراهيم مشكورا كتابه الجديد(مراجعات الأسلاميين السودانيين.. كسب الدنيا وخسارة الدين) الذى أصدره فى القاهرة مؤخرا ويقع الكتاب فى 128 صفحة أرى من الضرورى لأى منتم للحركة الأسلامية السودانية أن يقرأه بعمق، فالحركة السودانية خاصة بعد حكمها الذى استمر نحوا من ربع قرن- كأطول تنظيم سياسىي يحكم السودان- تحتاج لمراجعات فكرية وسياسة عميقة وواسعة خاصة وأن هناك متغيرات كبيرة فى المنطقة العربية والأسلامية قد وقعت كما تستشرف مرحلة أكثر أهمية وخطورة بعد الثورات العربية. استشهد الأستاذ حيدر بجزء من مقال كتبته عام 2000 فى عمودى عقب المفاصلة بين تيار المنشية والقصر قلت فيه ( لقد أصبحت الحركة الأسلامية السودانية مثلها مثل الكيانات الطائفية السودانية لا فروقات كثيرة بينها سوى المسميات وبعض من أشكال وطبيعة الممارسة بحكم طبيعة التطور ولكن جوهرها واحد، ولعل هذا بسبب طغيان الروح الأبوية والطائفية وثقافتها الغالبة فى السودان).. واستشهد الأستاذ حيدر بكتابات الأفندى والطيب زين العابدين والتجانى عبد القادر وغازى صلاح الدين وحسن مكى والمحبوب عبد السلام وعبد الرحيم عمر ومصطفى ادريس و ذكرالمواجهة الشهيرة للمرحوم محمد عثمان محجوب مع د. الترابى عندما اشتكاه عوض الجاز محمد عثمان للترابى وحرضه ضده بسبب النقد والنصائح التى كانت تمارسه مجموعة المرحوم محمد عثمان محجوب التى كانت تلاقى المسئولين منذ بداية الأنقاذ وتحرضهم أن يسير النظام الذى أقامته الحركة الأسلامية السودانية على النموذج الحسن لصحابة رسول الله(ص) فعندما هدأ الترابى بعد مغاضبته لمحمد اعتذر له وقال له ان الجاز قد أوغر صدره. فى تقديرى الشخصى – ويرى ذلك كثير من القيادات الأسلامية المهمشة بسبب نقدها ونصائحها المخلصة - ان الحركة الأسلامية السودانية تحتاج الآن بشكل عاجل وقبل فوات الأوان الى مراجعات فكرية وسياسية بل تنظيمية فالواقع يشير الى أن ثمة أخطار وقضايا هامة تواجه نظامها الذى أقامته ومسئولة عنه اذا استمرت على نهجها ووضعها الحالى، فالعمل الأسلامى فى أصله تعبير واجتهاد بشرى لتصور معين للأسلام لفئة آمنت به ولا ينبغى أن تلبسه ثوب القداسة والتعالى والتعصب الأعمى وجعل (التنظيم والقيادة المشيخية والحاكم) فوق مبادئ واصول الأسلام،كما لاينبغى أن تجعله جامدا و مقدسا غير قابل للحوار مع الذات ومع الآخرين أو حكرا علي المنتمين للتنظيم حتى يفسدوا، فالأسلام للجميع والوطن للجميع ويجب أن نميز بين ثوابت الدين والمحكم من التنزيل وبين كسب وتشريع المسلمين وفق اجتهادهم القائم على الوسع العقلى والبيئى والمعاصرة والقدرات و الذى لاينبغى أن يقدس أو يحتكر بل مفتوح للكافة حسب وسعهم و( لايكلف الله نفسا الا وسعها) صدق الله العظيم فرب أشعث أغبر أقرب لله تعالى وأكثر فهما للدين من مدعى علم أو صاحب سلطان ونفوذ وجاه ومال، قال تعالى( واتقوا الله ويعلمكم الله).. الحركة الأسلامية السودانية متهمة الآن بأنها فقدت البوصلة القديمة التى كانت توجهها قبل استلامها للسلطة وأصبحت الآن لا تملك تصورات واضحة للحاضر والمستقبل ولا استراتيجية واضحة لها وتتصرف برزق اليوم باليوم، وأصبحت موسومة بالأهتمام بالسلطة والمال والعقار وما صاحب ذلك من مظاهر فساد فكيف تخرج من هذا المأزق؟ وأخيرا ليس آخرا فربما نعود للموضوع نسأل أهل الحركة خاصة قيادتها:هل الأفضل لكم ادارة التغيير والتطوير بالقوة والأكراه واحتكار السلطة والتنظيم والمال أم بالحرية والأقناع والتناصح والقدوة الحسنة والكفاءة والأمانة والعدالة والمساواة والديمقراطية والبحث عن المشترك مع الآخر والأعتراف به والتعاون معه لمصلحة الوطن والدين؟