أتاريها حلايب التايواني..!!! صلاح الدين عووضة *وزير خارجيتنا –كرتي- زعلان شديد وفي غاية الحرج بسبب خبر عن زيارة البشير لمثلث حلايب.. *فهو تساءل في غمرة شعوره بالحرج هذا: ( مين قال البشير سيزور حلايب؟!).. *ولأننا نحس بالمأزق الذي وجدت دبلوماسيتنا نفسها فيه فإننا نتساءل ايضاً مع كرتي: (مين قال الكلام الفارغ ده؟!). *فاخوتنا المصريون غضبوا ولا شك- ومعهم مليون حق- من نشر خبر يشير إلى زيارة الرئيس لحلايب دون أن يكون لهم علم مسبق بذلك.. *هيا تكية وللاّ إيه؟!.. *وللاّ امكن هيّا وكالة من غير بواب ؟!.. *فين الاجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات؟!.. *فين الاخطار والموافقة والتأشيرة وكل الكلام ده؟!.. *وطبعاً وزير خارجية مصر سارع بمهاتفة نظيره السوداني مستفسراً عن هذا الذي يجري من وراء ضهر حكومته.. *ولعله قال له متسائلاً بلهجة حرص على تكون مراعية للتطور الذي تشهده العلاقة بين البلدين: (صحيح الكلام ده يا كرتي؟!.. طب مش كنتم تؤولو لنا علشان نؤوم بالواجب؟!).. *وكرتي لن يخفي عليه بالطبع أنه ليس هنالك واجب ولا يحزنون وإنما هي (كشكرة) استعيض بها عن موقف جامد حبتين يمكن تلخيصه بعبارة: ( حلايب إيه اللي ح تزوروها؟!.. أنتو ما صدأتم ؟!).. *أما هذا الذي ما صدقوه ناس كرتي فهو التحسن في العلاقات الذي طرأ بين حكومة الانقاذ وحكومة الثورة في مصر عقب هدية ال (5) آلاف رأس من البقر. *ولو كان من بين وزراء مصر من سمع بقصة العسل السودانية الشهيرة لحكاها لزملائه في مجلس الوزراء ثم عقد مقارنة بينها وبين قصة البقر.. *فالرجل الذي اهديت إليه قربة من عسل النحل الأصلي لم يذق طعم الراحة إلا بعد أن أحضر قربة مثلها وأعطاها لآخر زائر له من طرف صاحب الهدية وهو يقول له: ( مش ده العسل بتاعكم؟!.. يللاّ اخدوه و ووروني عرض اكتافكم).. *ولكن من الذي قال أصلاً إن البشير سيزور حلايب ليدخل خارجيتنا في هذه الورطة؟!.. *على الحكومة ان لا تتهاون أبداً مع هذا القائل الذي هو – قطع شك- من الطابور الخامس، أو المرجفين، أو العملاء الذين يسعون إلى الوقيعة بينها وبين حبايبها في الخارج.. *أما لماذا سكت رئيس دبلوماسيتنا كل الوقت هذا على خبر زيارة الرئيس لحلايب ولم ينف إلا البارحة فذلك لأنه قد يكون مشغولاً باشياء أهم من قراءة كلام الجرائد.. *أو قد يكون متابعاً لحكاية (البلوفة) الشهيرة بمنطقة سكنه التي اثارتها الصحف قبل أيام.. *أو قد يكون تعامل مع الخبر كبالون اختبار إلى أن شد له نظيره المصري تلغرافاً يقول له فيه- حسبما ذكرنا-: (إيه اللي بجري ده يا كرتي ياخويا؟!).. *وبحث كرتي عن هذا الذي يجري فلم يجد سوى النيل والصحافة.. *فالنيل يجري نحو مصبه (شمالاً).. *والصحافة تجري إلى مستقر لها في (الشمالي).. *اذاً فلتكن هي الصحافة بما أنها متعودة دائماً.. * وأنحى وزير خارجيتنا- من ثم- باللائمة على الصحافة السودانية واصفاً إياها بعدم تحري الدقة.. *وفي دي عندو حق السيد كرتي.. *فالحكومة حين كشفت عن زيارة حلايب-على لسان احد قادتها- لم تكن تعني حلايب الواحدة دي التي يعرفها السودانيون.. *فقد اتضح ان هنالك حلايب أخرى (على جنبة كدة) هي مثل الاسبير التايواني.. *طيب: هل حلايب (التقليد) هذه تستحق تصريحاً (رسمياً) يشير إلى زيارة الرئيس لها؟!.. *ومادامت حكومتنا قنعت من خير في حلايب فاستاضت عنها ب(نموذج) مصغر، فلماذا لا تفعل الشيء نفسه إزاء أبيي؟!.. *أم أن أبيي ما ينفعش معها سوى (الدبابات)؟!.. *وحلايب ما ينفعش معها سوى (المطايبات)؟!.. *و(يجعلو عامر).. اجراس الحرية