حديث المدينة الحل.. في الحل..! عثمان ميرغني مؤسستان حكوميتان.. أضحى وجودهما على قيد الحياة مشكلة ل(المتضررين) منهما.. جهاز تنظيم شؤون السودانين العاملين بالخارج .. وهيئة الحج والعمرة.. وتلاحظ بكل سهول الرابط بينهما.. انتزاع المال من جيوب المواطنين مقابل خدمات وهمية.. سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.. الأول .. المعروف اختصاراً ب(جهاز المغتربين).. لا يقدم للمغترب سوى التربص به حين العودة للبلاد.. لانتزاع أكبر ما تيسر من أمواله.. التي تصبح بعد ذلك (غنيمة) لأطقم الجهاز في حلهم وترحالهم.. وكتبت عنه كثيراً منذ سنوات طويلة.. واقترحت حله وتحويله إلى (جهاز شؤون السودانيين (غير) العاملين بالداخل).. وكلمة (غير العاملين) مقصود بها العطالة الذين ينتظرون في صفوف طويلة فرصة عمل (في الداخل).. ولا جدوى. أما الثاني .. فهو هيئة الحج والعمرة.. كيف كان يحج حجاجنا في الماضي قبل هذه الهيئة؟ كم كانوا يغرمون من المال للحكومة.. ضريبة حج أو عمرة.. هل كانوا يحجون تحت إمرة أكثر من ألف (أمير!)..أمراء لا يجدهم الحاج حين الحيرة.. رغم وجود أسمائهم في كشوفات النثريات.. اتصل بي رجل أعمال.. قال إنه حاصل على تأشيرة خروج متعددة. تسمح له في أي وقت السفر خارج السودان وإلى أي مكان يرغبه.. وفي يوم روداته نفسه الأمارة بالسوء عندما سأله موظف الجوازات في مطار الخرطوم عن سبب سفره إلى جدة فرد عليه (لأداء العمرة) .. كانت رد موظف الجوازات تأشيرتك لا تسمح لك بالخروج.. احتار رجل الأعمال وسأل الموظف.. كيف لا تسمح له التأشيرة المتعددة بالخرود.. كانت لا إجابة بكل عفوية .. إذا كانت وجهتك جدة لأي سبب غير العمرة. تستطيع الخروج. أما إذا كنت تنوي العمرة.. (نأسف) لابد من الحصول على تأشيرة خروج ..تسمح لك بالعمرة.. هل يمكن لأحد أن يتصور هذا .. إذا كان ابنك مغترباً في مدينة مكةالمكرمة.. وكنت تنوي زيارته.. فانت مخير بين تأشيرتين.. تأشيرة خروج عادية تسمح لك بزيارته على أن تقسم بالله العظيم أنك لن تتجرأ وتذهب إلى المسجد الحرام لأداء العمرة.. أو تأشيرة خروج (حج وعمرة) تسمح لك بدخول المسجد الحرام وأداء العمرة.. أنا موقن أن المصالح (الخاصة) هي وراء الدفاع عن وجود هاتين المؤسستين .. جهاز المغتربين.. وهيئة الحج والعمرة.. ولو جردنا العهدة ونظرنا في قوائم المستفيدين لوجدنا قائمة طويلة.. عريضة.. ليس من بينها (المغتربون) في الحالة الأولى.. و(الحجاج والمعتمرون) في الحالة الثانية.. القاعدة الذهبية . أننا نريد حكومة صغيرة.. لنصبح شعباً كبيراً.. والحكومة الصغيرة هي التي تترك ما للشعب للشعب.. هل يعقل لكي أسافر لأداء العمرة في بلد مجاور.. أن أحتاج إلى الحكومة.. (ذات نفسها) لتساعدني (أو الأجدر تعرقلني) في السفر .. التيار