[email protected] ولويس أوكامبو يُشدد من طرف الحبل مُعلناً بداية النهاية للعبة القط والجرذ والكثير من الرؤوساء يمدون أعناقهم ويرهفون أسماعهم في إنتظار ما يؤول إليه مصير ( المبير ) من مآل .. وهم في ذلك لا ينتبهون ولا يرعوون يجرون على عاداتهم كالبهائم .. ورغم أن السياط تؤلم وقت وقوعها إلا أنهم يعتقدون بأنهم خارج منظومة هذا الأوكامبو ولو إلى حين .. والبعض أحسوا بدنو أجلهم أيضاً فأصبحوا يتوقون للخروج من المقصلة توقان ( الطفل المحموم لقطعة الحلوى ) وقد أحسوا برعود الشتاء وكستهم تجاعيد الليل البهيم الذي زاد من أرقهم وأطال سُهادهم .. وكأني بنهارهم قد أعرس وحمي حرهُ فخيرُ من ذلك كله ( الموت ) ورغم أن الموت أصعب المرارات حيث ينزع الروح عن الجسد إلا أنه خيار من خيار قد يطلبونه راغبين ... وبين مُناهبة الوقت ودنو الأجل ترقص الشعوب فرحة في إنتظار ذلك اليوم الذي يرون فيه جلاديهم وهم بين قُضبان محكمة الجنايات وعرابها الأوكامبو .. والمشهد غير مُختلف بين ما ينتظر رئيسنا والقذافي وما حدث في زيارة الصين بداية قد لا تكون نهايتها على ما يشتهي أهل الإنقاذ .. فحري بنا أن نُدبر أمرنا قبل فوات الأمان وحري بشعبنا أن يبحث عن البديل في ظل ضياع كرامتنا بهكذا نهايات وعدم ترحيب وتأخير وإنتظار وتوقف قطار .. ولنعد لأمر ( المبير ) القذافي ملك الملوك وقلبه الذي أصبح يرتعش خوفاً ويمضي ليله غارقاً من هول الصدمة والمفاجأة ... ورعشة في القلب وأمطار من العرق تلف جبينه .. وإن كان ذلك ( المبير ) يحرق أعماق شعبه ويلهب جراحهم بسياط الذُل فإنهم اليوم يهدونه ثورة وموقد الكتاب الأخضر قد ذبل وضوء الشعب يحرق ما بقي من ذلك الكتاب المسخ .. وليل العقيد داجي وسُهاده مؤلم والشعب أشرع للفجر وسائد الحرية . والفخ ) جاهز والرؤساء يتساقطون الواحد تلو الآخر . ولسان حال الشعوب المقهورة : وها هي ساعة العودة قد حلت .. ورُبان النوى نشر الشُراعا .. وضمير الشعوب نشط من خمول السنين وأوتار من غيثارة الأمل بوحي الإيمان والحرية .. ولجم أصوات الشعب وكبت الحريات ما عاد ذو نفع وفائدة . والذين كانوا يعجنون لهم من شعرات ذيولهم ومن تراب نعلهم قصائد أصبحوا يلعنونهم صباح مساء .. والأذناب .. يا أيها الأذناب .. أين المفر ؟؟؟ وأشرعة العقاب وشعائر الذباب وحسرة الآثام تلف وسطكم ويوم الحساب قد حان .. ونسج من آلامهم قداحاً وأسقاهم الماء قِراحاً هؤلاء من عشق البيد وهاموا في حب الصحراء وثورتهم حارقة لوجوه الظلام .. وإنزوت بهم الأرض وهادها وسهلها ووعرها عامرها وغامرها .. والشعوب طرقت أبواب الطريق من جديد وإقتحمت المخارج إلي فضاءات الحرية وإنتهت فعالية الكبسولات المُهدئة وأصبح الثوار ملء السمع والبصر وفي كل مكان .. وتكريس الشخوص آفة الشعوب والآن بدأت ثورات التحرر من الشخوص والصنم ومستويات هؤلاء الرؤوساء قد إنكشفت وبُعبع الجنائية بالمرصاد .. وداعاً القذافي ملك ملوك أفريقيا ورأس الفتنة الأكبر . وعقبال ( البقية ) آمين وداعاً أيها اللئيم المُعلهج .. وداعاً أيها المُتكبر المُتغطرس اللئيم .. اللهم عليك به وبكل من وُلي وظلم . كسرة مُهداة إلى من بعينهم رمد : وطالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل ... ( الألباني ) .. أبو أروى - الرياض -- 2011-06-29