العصب السابع أزمة مُعجبين..!! شمائل النور في لحظات إعجاب متناهي بالشعب السوداني تجلى في كلمات بدرت من الطاغية المعتوه القذافي، وفي أحد خطاباته الممجوجة دعا القذافي شعبه بأن يستنبط النموذج السوداني الملهم في الولاء إلى الرؤوساء، فحدثهم القذافي ناصحاً (ياجرذان..اخوانكم السوادنة..يأكلون البوش،ويدفعون جمارك وضرائب وقيمة مضافة ودمغة للجريح ودمغة للشهيد، وبعد ذلك يرقصون مع رئيسهم..هذا هو الشعب وهذا هو الولاء). الإحباط الحقيقي هو ليس تصنيف القذافي لنا بأننا نقتات ماء الفول ونتضور جوعاً وفي ذات الوقت ندفع للحكومة مصاريفها وتعيش هي على عرق جبين شعبها الذي يفعل ذلك في حالة من الرضا،لأن هذه حقيقة كلنا نعلمها وليس الإحباط كذلك أننا نرقص مع رئيسنا -على حد زعمه- رغم الضنك،مع العلم أيها القذافي أننا شعب لا يجيد فن الرقص البتة، لكن الإحباط الحقيقي هو أن القذافي بكل ما تحمل تركيبته الفريدة من معاني قمع وسحق ودماء يطرح نفسه كمعجب بالشعب السوداني، والمفاجأة الحقيقية هي أن القذافي الذي كاد أن يُنصّب نفسه رسولاً من الله يؤمن بالثورة على الرؤوساء وأن هناك شعوباً يجب أن تثور ونحن الشعب السوداني اتّخذنا القذافي كنموذج لشعب يستحق الوضع الذي يعيشه ألف ثورة لكنه فضل الصمت لأن هذا هو الولاء الحقيقي للرؤوساء،القذافي يؤمن تماماً بمبدأ الثورة فقط تكون ثورة لأجل ملء البطون،وغير القذافي كُثر الذين يستغربون لثورة الشعب الليبي إذ إنّه شعب يعيش حالة من الرخاء المعيشي تتعطش لها أغلب الشعوب في المنطقة، القذافي وأمثاله الذين يظنون أن ملء البطون هو فقط ما يستحق الثورة فالأفضل أن تموت هذه الشعوب جوعاً...وما الجوع إلا أزمة سياسات..الجوع فقط هو وقود الثورات. الذي قاله القذافي عن وضع الشعب السوداني لم يخطيء فيه أبداً،فكلها حقائق جميعنا يعلمها، لكن ما لا يعلمه القذافي هو أن هذا الشعب آكل البوش في عصر الثورات هو من علّم الشعوب كيف تثور عندما لم يكن بالدنيا وجبة تُسمى بوش، فليس الصمت طويلاً يعني الرضوخ إلى الأمر الواقع والاستسلام وإن رأيتنا نرقص مع رئيسنا فأعلم أننا شعب فُطر على ألا يجيد الرقص في أكثر الحالات بهجة،وإن حسبت ما رأيته رقصاً فذلك لغشاوة في النظر،، القذافي في حالة من الخواء التاريخي اختزل تاريخ السودانيين النضالي في رقصة مع رئيسهم، نسي تاريخ السودان الثائر،نسي وتناسى أكتوبر وإبريل، السودانيون يا قذاف الدم هم من علموا الشعوب كيف تثور الثورات. الذي ينبغي أن يعلمه القذافي هو أن الشعب السوداني عندما يثور ليس لأجل تغيير وجبة ماء الفول، بل لتغيير السياسة التي جعلت ماء الفول وجبة لكل السودانيين...بعد الذي قاله القذافي توجب علينا الثورة وإن لم تكن لتغيير الوضع الذي نعيشه فلتكن ثورة لإنهاء حالة الإعجاب التي يعيشها القذافي،لأن القذافي إن أبدى إعجابه بشعب...فثمة خلل في هذا الشعب،ووجبت الانتفاضة. التيار