أيام كنا في الثانوي بالقطينة، تعب صاحبنا عبد الله من درس في الرياضيات يسمي المقلوب فقال للأستاذ " يعني شنو فايدة المقلوب ؟ لو مشيت قلت لبتاع الدكان أديني مقلوب صلصة حيديني شنو ؟ " . وبالطبع لم يفهم أبو عبده أهمية الرياضيات برغم الجدل العالي الذي ساقه أستاذنا الضليع محمد طاهر في تلك الأيام . وجاءت ( حوبة ) المقلوب بعد سنوات من " مقلوب " عبد الله فشهدنا انقلاب حسن حسين في 1975 وانقلاب محمد نور سعد في 1976 والذي سماه سدنة مايو بانقلاب المرتزقة . وأذكر أن جارنا " الحنبلي " أخرج ابنته وهي في رابعة أولية من المدرسة لأن رجلاً شمشاراً أخبره بأنه شاهدها وهي تقلب " الهوبة " في حوش المدرسة ، وهكذا لم تكمل الملوبة علي أمرها مشوار التعليم وقد كانت متفوقة . وجاء زمن الإنقاذ فظهرت التصريحات المقلوبة ، فإذا قال وزير المالية أن ميزانيته بدون ضرائب فاعلم بأنها ضرائب فوق العادة . ولو قال سادن بائن أن التعددية السياسية والحوار من ثوابت المشروع الحضاري فمعني هذا الديكتاتورية السافرة والقمع ومصادرة الحريات .. قالت واحدة من منسوبات الاتحاد الاشتراكي في الثمانينات لدي سؤالها عن الحريات المكفولة بالسودان أن السوداني يتمتع بحرية الأكل والشرب والتنفس !! وكن متأكداً أن تصريحات ناس الموية بشأن عدادات الدفع المقدم للمياه والتطمينات (المضروبة ) تعني فيما تعني تركيب العدادات في الرواكيب والمعسكرات ، وليس في القصور والعمارات . ومن الخطب الرئاسية الشهيرة فيما مضي حكاية المخلوع نميري مع المواطن " علي حسن سلوكة " وقد كانت هذه الجملة ملاحظة مكتوبة جوار اسم سادن استحق وساماً مقلوباً فيما مضي . وبعد التاسع من يوليو سينقلب هيكل الاقتصاد السوداني ، من تصدير وبيع للنفط السوداني كيفما اتفق إلي إدعاءات عن الذهب والماس والضريبة المضافة عليهما . ولو غني محمود علي الحاج أغنية " نور عينيك بريق الماس " بعد استقلال الجنوب لهجم عليه ناس الضرائب بكومر البوليس . ومن دروس المقلوب الساطعة ، نفي الفساد والإفساد بينما تقاوي " زهرة الشمس " المضروبة تحكي عن الهمبتة منذ عهد عاد ، كم خسر المزارع من مال وكم كسب الحرامية من قروش ؟ لننتظر قرار اللجنة إن لم يكن " مقلوباً " . انقلب لوري سكر في " كنار " بالجزيرة ، فأصابت صاحبه لوثة وجري 100 متر ثم شرب الموية و صاح " لحدي هنا طاعمة " . كان هذا قبل أن يهجم السدنة علي السكر وتهجم كنانة علي المشاريع المروية ، وتهجم علي الدستور بدرية الوداعية . الميدان