أهل التور ... مستنين ( الفور ) !!! موسى محمد الخوجلي [email protected] ومن أمثال بلادي الشعبية والتي لا تنطوي صفحاتها إلا وتجد فيها ما يداوي هفوات وزراءنا وشطحات من يدعون أنهم خُبراءنا ترسيخاً وتمكيناً لنظرية الإستوزار والتي إكتوي بها شعب ( الغُبش ) من البدون .. وأعذروني على لفظ ( البدون) هذا لأننا في حضرة الكيزان وتنظير وزراءهم نشعر بأننا فعلاً ( بدون ) لا نتمتع بأبسط حقوق المواطنة وهو المشورة فالكيزان عندهم الإستعداد للتنازل عن الأرض والغالي والنفيس بدون طلب ( رأي ) هذا الشعب المغلوب على أمره ... وشرح المثل أن جماعة كان عندهم تور وحيد وأصابه مرض ولما استفحل المرض عزموا علي ذبحه وتوزيع لحمه علي شكل ( كيمان ) علي اهل الفريق وكل يدفع نصيبه من قيمة اللحم .. وكالعادة في مثل هذه الحالة يجتمع من لهم رغبة في المشاركة في هذا الأمر يقومون بتوزيع التور علي كيمان وكل واحد من ناس الفريق شال ( عود ) حتي لا يتظلم أحد من القسمة .. ولما تم توزيع لحم الثور إنتبه أصحابه إلا أنهم لم يتبقي لهم شئ من لحم التور فذهبوا الي جيرانهم يسألوهم ولو قليل من اللحم فكانوا يسألون : ( من تورنا دا ما بنلقا لينا لحم أو حتي ( فور ) ( مرق العظم ) .. فكان ان نالوا التهكم والسخرية من جيرانهم .. فشاع المثل وأصبح مدعاة للتندر علي من يبيع الشئ الذي يحتاجه ثم ينتبه لحوجته له .. والفور معناها ( سليقة اللحم ) يعني أهل التور مستنيين ولو سليقة أو مرق العظم من ( تورهم ) بعد أن فرطوا فيه ) .. وفي خضم أزمة إرتفاع أسعار اللحوم .. يفتح الكيزان أبواباً جديدة وأسوقاً لتصدير اللحوم السودانية وكأنما يبحثون عن مفاصل ترتعش في جسد هذا المواطن ليزيدونه من كيدهم إمعاناً في التضييق عليه وقهره .. وكأنما أقدار أهل السودان أن يعيشوا هذه الحقبة من تاريخهم ليعيشوا هذا الفشل فصولاً من المعاناة كل عام ببردها وحرها وجوعها .. فلك الله يا بلدي .. ونعود للمثل الذي يحاكي واقعاً نعيشه هذه الأيام فاللحوم تذهب إلى ماليزيا ( كيمان ) وتُصدر إلى ( القريب والبعيد ) إلى فرعون وملأه وآخرين وشعب ( البدون ) يمشون على أرض بلادهم فارغي ( البطن ) من لحوم ( تورهم ) الذي يُقسم على بلاد الله الواسعة وسط ترحيب بهذا الكرم ( الإنقاذي ) ... فهنيئاً لنا أهل التور ب ( مرق التور ) أو ( الفور ) وهنيئاً للفراعنة والماليزيين بلحوم ( دسمة ) و( طاعمة ) من شعب ( البدون ) !!!! أبو أروى - الرياض 2011-07-07