في التنك حان وقت رد الجميل لجنوبنا بشرى الفاضل [email protected] قالت الأممالمتحدة أن أكثر من 1800 شخص قتلوا في جنوب السودان خلال هذا العام في أعمال عنف سواء أكان ذلك بواسطة الفصائل التي انشقت عن الحركة الشعبية أو في نزاعات قبلية.وهذه الصراعات عمت تسع ولايات من عشر في أكثر من 300 حادثة عنف هناك.وأظهرت بيانات الأممالمتحدة أن هناك أكثر من 260 ألف نازح بينهم نحو 100 ألف فروا من أبيي وحدها.هنالك حالياً ست مجموعات متمردة في الجنوب ولدى بعض هؤلاء المقاتلين قذائف هاون و قذائف صاروخية وأسلحة رشاشة. فإذا أضفنا إلى ذلك النزاعات على حدود دولة السودان الجنوبي الوليدة و مهام توطين العائدين للجنوب من شمال السودان ومن دول الجوار ومن دول المهجر فضلاًً عن إنشاء ولو أبسط البنيات الأساسية لأدركنا ثقل المهمات الملقاة على حكومة الحركة الشعبية. يحتاج الأمر لمعجزة حتى تنهض تلك الحكومة بكل هذه المهام الجسام. لكن حكومة شمال السودان كانت قد وعدت خلال الفترة التي سبقت الاستفتاء بأنه في حالة الانفصال ستقوم بالمساعدة على مختلف الأصعدة. لقد سمعنا هذا الوعد من الرئيس البشير نفسه عندما ذهب إلى جوبا عقب الاستفتاء. الجنوبيون حينما كانوا مواطنين في الشمال ساهموا بقسط وافر في بناء المدن السودانية تشهد بذلك معظم بنايات الخرطوم ومعظم منشئات قسم التشييد بوزارة الري ووزارة الأشغال. بنى عمال البناء الجنوبيون شمال السودان لبنة لبنة .يشهد بذلك المهندسون السودانيون.وقد حان الوقت لنبذ العدائيات وتقديم يد العون للدولة الوليدة لا يصح إلا الصحيح.إن كل مساعدة يقدمها السودان الشمالي للسودان الجنوبي لا يساعد فقط على طي صفحة من صفحات الغبائن السالفة بل يساعد على السلام بين البلدين إن رد الجميل هو اقل ما يجب أن نقدمه للجنوبيين فلتخرص كل الأصوات التي تقول (ولكن)، ففي لكن هذه تتخفى النعرات العنصرية.هؤلاء القوم الذين ارتحلوا جنوباً هم منا وفينا وبيننا وبينهم علاقة قربى ودم على مر التاريخ على الرغم مما سالت من دماء بفعل الرعونة السياسية.