اوراق متناثرة يا والينا إن شاء الله تعيش... توجيهاتك طلعت «بيش»!! غادة عبد العزيز طالعني، منذ أن نشرت صحيفة «الصحافة» أمام أعيني في يوم الأحد الثالث من يوليو 2011، اعلانا لهيئة مياه ولاية الخرطوم. يحكي الاعلان عن قصة ترويع وترهيب وترغيب في ذات الوقت، فلقد قرأت الرؤيا التي تتطلع الهيئة لتحقيقها للمواطنين وهي، كما كتب في الاعلان، «امداد مياه مستقر كما ونوعا وكيفا للمستهلكين بولاية الخرطوم». لكن، لم يكن الاعلان لينقل بشرى للمواطنين أو المستهلكين، بل كان يمد لهم بعصى التخويف والانذار، اذ أن الهدف من الاعلان نفسه هو أن يكون اعلانا تحذيريا لمشتركي الدفع المقدم. وبدأت اقرأ وأنا افتح عيني من وقع المفاجآت الواردة. يقول الاعلان ان الهيئة تبذل قصارى جهدها لكي تقوم باستقرار المياه لجل مواطني الولاية ولذلك قامت الهيئة بادخال الوسائل الحديثة من اجل تفادي اهدار المياه ولحساب المواطنين باستخدامهم الفعلي، ولذلك قامت الهيئة بادخال نظام عداد الدفع المقدم للمياه. ولأن الهيئة قلبها «طيب» وتسعى للخير وتريد للبلاد أن تتقدم، فهي تحذر جميع المشتركين من ازالة هذه العدادات بدون أن ترجع لها والا ستقوم باتخاذ اجراءات قانونية تعاقب بها من تخول أو تسول له نفسه أن يخالف توجيهاتها. كيف يكون العقاب؟ أن يحرم المشترك من المياه ولن تعود له الا بعد أن «يكع» له غرامة قد تصل الى الخمسة آلاف من الجنيهات. «تخيلوا»، بلد يشقها النيل من أولها الى آخرها ويهدد مواطنوها بحرمانهم من المياه. وبدأت اسأل نفسي، كيف يمكن لهيئة مياه ولاية الخرطوم أن تنشر تحذيرا لكافة المواطنين وتخوفهم بحرمانهم من المياه خصوصا وان والي الخرطوم نفسه قد اصدر توجيهات بوقف العمل بعدادات الدفع المقدم. وبدأت استرجع بالذاكرة أين قرأت هذا الخبر وقد كان قبيل عدة أيام فقط.. حتى «بالامارة» قد نشر الأستاذ النور احمد النور في عموده شكرا خاصا لسيادة الوالي انه اصدر قرارا فوريا بوقف العمل بنظام الدفع المقدم فالناس شركاء في الماء والكلأ.. وحمدنا لسيادته ذات القرار في عمود سابق أيضا. والحقيقة أنني لم أكن حتى محتاجة لكي استرجع ذاكرتي أين قرأت توجيهات والي الخرطوم بوقف العمل بنظام الدفع المقدم، فما ان «قلبت» صفحة ذات الجريدة حتى وجدت خبرا آخر في واجهتي. يقول الخبر أن والي الخرطوم الدكتور الخضر قد وجه مجددا بايقاف عداد الدفع المقدم للمياه في جميع القطاعات السكنية والمشاتل، على أن يتواصل تركيب العدادات في الوحدات الحكومية والمؤسسات والشركات. «الله»، حيرتونا، أنا كمواطنة اقرأ هذه الأخبار واحتار، هل استمع الى والي الخرطوم الذي ينشر بدلا من التوجيه الواحد والاثنين والثلاثة ولا احد يستمع الى تصريحاته وتوجيهاته او يعمل بها؟ ام استمع الى هيئة مياه الخرطوم التي تصر على أن «تكسر» كلمة مرؤوسها وتواصل تركيب عدادات الدفع المقدم والعمل بها بل وتنشر اعلانا في الصحف، بالألوان وال«بنط» العريض، أن لا نستمع نحن كمواطنين الى رئيسها. يا جماعة رجاء، حلوا لنا هذه القضية داخل مباني الولاية حتى لا اضطرب كمواطنة ولا ادري ماذا افعل سوى ان اهتف:» يا والينا ان شاء الله تعيش... توجيهاتك طلعت «بيش»»!! الصحافة