ماذا يريد المسؤولون من المواطن بعد ارتفاع الاسعار والغلاء الطاحن والضرائب التى جعلت الاغلبية تفر من الاستثمار وبدأ المستثمرون يسعون نحو الاستثمار فى الخارج نسبة للتسهيلات التى يجدونها، فإن سيف الضرائب المسلط تمكن من بتر كل اوجه الصناعة، فأغلقت المصانع وهاجر اصاحب الشركات، وتحولنا الى دولة مستهلكة لما تستورده وليس لما تصنعه، ووئدت بقدرة قادر كافة الشعارات ومن بينها «نأكل ما نزرع ونلبس مما نصنع»، وتتواصل سياسة طحن المواطن بعدادات الدفع المقدم للمياه، واصبح الناس كما قيل «الناس من خوف الذل فى ذل»، واصبح المواطن السودانى أشقى مواطن فى عالمنا العربي، فهو يحاسب على قطرات المياه التى يستعملها، ولا أدرى هل سيتجه الناس الى التيمم بعد محاولات الهيئة لجعله يحسب المياه التى ينظف بها جسده، وديننا يقول النظافة من الايمان.. وحقيقة المواطن شقي واشقى الولاة من شقيت رعيته. والذى يثير علامات الاستفاهم والتعجب تصريحات والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر الذى دعنا نقول إنه شعر بمعاناة مواطنيه، واصدر قراراً بايقاف تركيب العدادات، وهذا القرار يشمل كل الفئات من درجة اولى الى درجة ثالثة، ولاول مرة شعر المواطن بأن المسؤول شعر بمعاناته، وفرح الكثيرون بهذا القرار السريع الذى حسم امر العدادات، وتوالت الدعوات لوالى الخرطوم، وقبل ان تفتح لها ابواب السماء وقبل أن تتم الفرحة فإذا بهيئة المياه تصرح بأنها مستمرة غير مبالية بقرار الوالى، واصدرت اعلاناً تحذيرياً تحذر فيه المواطنين من المساس بالعدادات، بل ذهبت الى ما هو غريب وعجيب، فأى مواطن يستبدل العداد الجديد بالقديم سيقوم بدفع غرامة قدرها خمسة ملايين جنيه، مع حرمانه من المياه «يعنى إموت عطش»، فلماذا لم تمتثل الهيئة لقرار الوالى وتقوم بإيقاف تركيب العدادات، ثم تشرع فوراً فى نزع ما تم تركيبه؟ يا سيادة الوالى هل قرارك هذا غير قابل للتطبيق؟ وهل للهيئة السلطات التى تمنعها من الامتثال لقرار الوالى؟ يا سيادة الوالى، نتمنى أن يكون قراركم نافذاً لا رجعة فيه، وان تطالب هيئة المياه بوقف تركيب العدادات فوراً، مع نزع ما تم تركيبه، فما يحدث الآن فيه تضارب يجعل رعيتك تتساءل.. أيهما أعلى سلطات الوالي أم سلطات الهيئة؟ فالأمر يا سيادة الوالي يتعلق بالمياه وهى اساس الحياة، فيجب أن تقف بنفسك على هذه القضية، فكان من المفترض بعد قرارك أن تقوم الهيئة بذات السرعة التى طبقت بها قرار تركيب العدادات، أن تقوم بنزع ما تم تركيبه، لا أن تفاجئ المواطن بالوعيد بالغرامة وبالتهديد بالحرمان من المياه، فهذا يا سيادة والي ولاية الخرطوم رد الهيئة على قرارك، فماذا أنت قائل، وبالمعنى الأصح ماذا أنت فاعل؟! فالمواطن ينتظر منك أن تحسم هذا التضارب، وتتدخل فورا بعد ان ادخلته التصريحات فى حيرة. دعوا المواطن فى حاله، ويكفيه ما وجده من سياساتكم التى قصمت ظهره، فلو كان الهواء بأيديكم لتم بيعه وحسبتم الداخل، وأصدرتم مرسوماً يقضى بدفع ضريبة على الخارج.. لكنتم فعلتموها لو كان بأيديكم!! ويل لامة عاقلها أبكم وقويها أعمى ومحتالها ثرثار وحسبي الله ونعم الوكيل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.