[email protected] جاءتنى صديقتى ضاحكة تقول: سمعتى حكاية المرفعين والحمار والقرد ؟! قلت : قصيها علىّ ! ظلت تضحك وتضحك ثم بدأت قائلة : حكاية المرفعين والقرد والحمار دى \"ولم آخذه\" بتذكرنى بالإنقاذ ! قاطعتها: ولماذا \" لم آخذه دى ؟!\" ردت لم آخذه علشان شبهت الحمار بالإنقاذ ( لمعرفتها بحبى وإحترامى للحيوانات ) قالت : الحقيقة أنى ظلمت الحمار بتشبيهه بالإنقاذ ! فالحمار لايخلف عهدا ولا وعدا ( تعنى الإتفاق الإطارى الموقع بين الحركة الشعبية والمؤتمرالوطنى فى أديس أبابا وهو الذى يعرف بإتفاق نافع على نافع الذى لحسه بعد أن وبخه الرئيس ) كما أن الحمار لايسرق ولاينهب حق الغير، كما انه يعمل ليل نهار بدون كلل أو ملل ، كما لايذهب فى أجازات ولامأموريات ليأخذ منها \"بدل سفرية \" لينفقها على زوجته الثانية ! قاطعتها: المهم ، الحمار عرفناه ، مابال القرد والمرفعين؟! تناولت كوب المال الذى أمامها وبلت جوفها ثم قالت: ذات مرة ، عطش الحمار فذهب كما إعتاد ليشرب من حفير بالقرب من القرية ، ولكن خاب أمله إذ وجد أن كمية المياة تناقصت فى الحفير إلى الحد الذى عليه أن يخوض فى الطين ليصل إلى الماء ، وبما أن اليوم كان حارا والعطش كان قد أخذ منه مأخذا قرر أن يخوض . وبالفعل وصل إلى الماء وبدأ يشرب ويشرب حتى إرتوى . وعندما حاول العودة كانت أقدامه قد غاصب فى الطين وبرغم محاولاته المتعددة إلا أنه لم ينجح ! فى تلك الأثناء رآه مرفعين ومن كثرة حبه للحم الحمير وللصيد السهل الذى أمامه لم يفكر فى الطين الذى يفصله والحمار . قفز المرفعين عدة مرات فوجد نفسه على ظهر الحمار . إفترسه . أخذ يأكل ويأكل من لحم الحمار إلى أن أصابه الشبع . وكان لابد من العودة ولكنه وحل فى الطين وبرغم محاولاته المتكررة للفكاك إلا أنه لم ينجح . قال بصوت عال \" ورطة شنو دى الرمينا نفسنا فيها ؟!\" كان هناك قردا فوق شجرة بالقرب من الحفير قابع بين أغصانها يشاهد كل مايجرى . رد على المرفعين قائلاً \" إنت لسه شفت ورطة ! الورطة الحقيقية هى عندما يأتى صاحب الحمار ويرى فعلتك هذه التى فعلتها بحماره \"وأخذ يضحك ويضحك بصوت عال وبخبث! أضحكته الأحداث التى جرت أمامه ، كما أنه كان يطمع فى مشاهدة كيف سيكتمل المشهد ! فأكثر من الضحك بصوت عال ليحدث ضوضاء ربما تلفت إنتباه صاحب الحمار ليدله على المكان ويكتمل الحدث أمامه ! وكلما حاول المرفعين الخروج من الوحل كلما إرتفع صوت القرد بالضحك ! أخيرا وصل صاحب الحمار إلى الشجرة التى بها القرد فرأى القرد يضحك ويشير ناحية الحفير . إلتفت فوجد المرفعين وبقية من حماره . إستشاط غضبا وسل سكينه وشمر يهم بالوصول إلى المرفعين ! والقرد لازال يضحك والمرفعين يحاول جاهدا الخلاص ولاخلاص ! ضحكت كثيرا على الطريقة التى كانت تروى بها الحكاية حيث تجسدت الكوميديا فى شخصية الراوى \"ناريتر\" ! ختمت صديقتى روايتها قائلة : إيه رأيك فى ورطة الإنقاذ دى ؟!!! بسرعة فكرت فى ربط العلاقة بين روايتها والحالة التى عليها المؤتمر الوطنى !حيث هم الذين صنعوا الوحل وخاضوا فيه بدون تخطيط لكيفية الخروج منه ! أما القرد الذى ظل يضحك على أفعالهم فربما يكون أحد القردة من الذين خاضوا معهم حربهم الجهادية فى الجنوب ! ولكن أراه فى موقفه هذا وكأنه قد تبرأ منهم ، وإلا لماذا كان يحدث ذلك الهرج بدلا عن التكتم على أفعالهم ؟! ليتهم يعلمون اليوم أن القردة لم تكن تهلل لتدلهم على مكان \" الكفار \" بل كانت تهلل لتورطهم أكثر فأكثر ! متنبئةً باليوم الذى ستقف فيه موقف المتفرج على سوء أعمالهم !!