ما بعد تغيير نظام ما يسمي بالإنقاذ (1) عمر الفاروق عبد الله [email protected] هي حقيقة حتمية بأن هذا النظام زائل لا محالة طال الزمان أم قصر وغالبية أبناء الشعب السوداني تتمني زواله اليوم قبل غداً .. بل البعض يقول بأن النظام جنازة بحر في إنتظار من يقوم بتكفينها أو دفنها بدون تكفين!! والحال هكذا دعونا نستدعي حيثيات ما بعد التغيير إن شاء الله وقد يتسائل البعض بأننا نسبق الأحداث بل ونعيش في أضغاث أحلام ليس إلا .. نقولها بملء الفي بأن قراءة واقع ما بعد التغيير أهم من التغيير نفسه .. حتي لا نقع في أخطاء الماضي ما بعد ثورتي أكتوبر وأبريل وحتي اخطاء ثورات الربيع العربي القريبة والآنية بمعني يجب أن تكون البدائل حاضرة والخطط مرسومة والبرامج مؤسسة تنتظر التفعيل أول حيثيات ما بعد التغيير محاسبة الذين أجرموا في حق هذا الشعب وأفسدوا في البلاد بعيداً عن عاطفة عفا الله عما سلف حتى لا يتم تكرارها من قبل من تحدثه نفسه بذلك في مستقبل الأيام نحن في حاجة ملحة لحل قضايا السودان التي خلفتها هذه السلطة اللا إنقاذية وخلقت أكثر من جنوب بعد الجنوب الكبير الذي أنفصل عن جسد الوطن حتى يتعافي باقي الوطن ولا يحدث بتر جديد لأحد أعضائه. نحن في حوجة ماسة لبرنامج وطني تنموي ذي ثلاث شعب .. قصير ومتوسط وطويل الأجل هذا البرنامج لابد أن تشترك في وضعه كافة ألوان الطيف السياسي والنقابي والإجتماعي في السودان بدون مؤتمر وطني والذي بدوره قام بإقصاء كافة هذه الألوان من المسرح السياسي وأستأثر بالسلطة والثروة ما عدا قلة من الأحزاب الكومبارس التي شاركته حكمه طيلة 22 عام من عمر هذا السودان. وفي حوجة لحكومة خبراء تقوم بتنفيذ هذا البرنامج المهم في حياة الشعب السوداني حيث تستصحب كل سلبيات وتجارب حكومات ما بعد الاستقلال وأن كانت كفة السلبيات هي الراجحة وهي التي تحتاج لقراءة متأنية لتفاديها أما الإيجابيات علي صغر حجمها في كل العهود يمكن البناء عليها. ولابد أن يكون علي رأس هذه الحكومة علي مستوي الجمهورية والوزارة علماء خبراء يخططون لدولة مدنية حباها الله بالكثير من الثروات والخيرات والكفاءات وقبل هذا كله وبعد هذا كله ما بعد التغيير القادم يجب أن يكون من أول أولياته الإنسان السوداني الذي ضاع تحت رجلين الحكومات منذ الإستقلال وحكومة ما يسمي بالإنقاذ عفصته عفيص ولنا عودة.