[email protected] من الواضح أن نظام السودان القديم قد فشل والدليل على ذلك ان الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد منذ الأستقلال لم تحقق طموحات الأمة السودانية فى العدالة الأجتماعية والديمقراطية والتقدم. ومن المؤكد انه اذا فشل النظام فى تحقيق المطلوب يصبح المطلوب هو التغيير, أى تغيير النظام القديم الى نظام جديد. السودان بمكوناته الثقافية والعرقية فى حاجة الى نظام جديد يقوم على سودان مدنى ديمقراطي موحد تسوده العدالة الأجتماعية وتكون فيه المواطنة أساس للحقوق والواجبات. حكومة المؤتمر الوطنى وهى بدون شك من مخلفات النظام القديم, لم تفشل فقط فى ادارة شؤون البلاد وانما أدخلتها فى نفق مظلم من الانقسام والنزعات الأنفصالية والحروب الأهلية حتى بات الوطن معرضا لخطر الصوملة بما تعنيه من تمزق وأقتتال طائفى وعرقى. الوطن الآن أمام تحدى كبير نكون أو لا نكون! السودان ليس ملكا لأحد ومسئولية الحفاظ عليه مسئولية تاريخية فى اعناق الجميع (جدودنا زمان وصونا على الوطن ... على التراب الغالى المالوتمن) على حكومة ما يسمى بالمؤتمر الوطني أن تعلم بأنها قد أجرمت فى حق الوطن وأنه قد آن الآوان للتغيير, والتغيير المنشود نريده حضاريا وسلميا من دون دماء أو دمار وذلك لتجنيب البلاد والعباد مزيدا من المعاناة وخطر الأنقسامات فالشعب السودانى شعب متحضر ومسالم بطبعه. وليس معنى التحضر والسلمية, أن نتهاون مع الذين أجرموا فى حق الوطن والمواطن, لا بل يجب أن يلقى كل من تثبت ادانته أمام القضاء جزاء يناسب ما اقترفه من جرم. أعتقد جازما بأن الحل أصبح يسير فى اتجاه واحد وهو أن تقبل حكومة المؤتمر الوطنى طائعة مختارة على تسليم السلطة وأن تتخلى عن العنتريات والمكابرة والملاسنة, فالتغيير آت لا محال شاءت أم أبت ولا أظنها ستهزم أرادة الشعب السودانى مهما كانت قوتها... وفى الربيع العربى وقبله الصيف السودانى كثير من العبر والدروس لمن شاء أن يعتبر!! وحتى نعبر بسودانا من نفق الظلام الى الأمل .... ما العمل؟ أقترح البرنامج العاجل الآتى: على حكومة المؤتمر الوطنى تسليم السلطة لاحد الشخصيات الوطنية (من الداخل أو الخارج) المشهود لها بالنزاهة والحزم والصفات القيادية (الكريزما) بشرط ان لا يزيد عمر هذه الشخصية عن خمسون عاما أى أن يكون الرئيس القادم من كبار الشباب, (فقد آن الأوان أن تعطى الفرصة للشباب الناضج ليقود الوطن فى المرحلة القادمة) وهى مرحلة بناء وتعمير وبرنامج وطنى كبير لا يقدر عليها الا الشباب. أن تتشكل حكومة وحدة وطنية من التكنوقراط الشباب المطعمين بخبرات فنية متخصصة مشهود لها بالكفاءة والنزاهة. التشاور مع الأحزاب ذات البرامج المتشابه بغرض دمجها بحيث لا يزيد عدد الأحزاب فى الساحة السياسية السودانية عن ثلاثة أحزاب فقط. أن يتكون برنامج الحكومة الوطنية من الآتي: حفظ الأمن والمحافظة على وحدة تراب الوطني. وضع خطط عاجلة للأصلاح الأقتصادي ولمحاربة الغلاء وتوفير السلع الضرورية وضع خطط عاجلة لأصلاح التعليم والنظر فى اعادة النظام التعليمى الذى كان سائدا قبل مايو. وضع خطط تنموية متوازنة تركز على الزراعة والثروة الحيوانية والتنقيب عن النفط والمعادن العمل على اعادة التوازن فى علاقات السودان السياسية والدبلوماسية مع جميع دول العالم دعوة السودانيين المهاجرين بمختلف تخصصاتهم للعودة الى الوطن للمساهمة فى بناءه وضع خطط وبرامج عاجلة لاعادة بناء الخدمة المدنية على أساس من الكفاءة وتشغيل الخريجيين تشكيل لجنة وطنية من كبار رجال القانون تكون مهمتها وضع دستور انتقالى للبلاد هذا هو الحل في تقديري وكفانا (عبس) فقد صرنا أضحوكة وأهزوة فى نظر الشعوب وموضوع للتندر والتهكم.........!! فالسودانيين عرف عنهم أنهم شعب متعلم, مبدع, جاد ومتحضر فكيف نقبل أن نفشل فى بناء وطننا ونحن الذين أسهمنا فى بناء كثير من البلاد العربية والأفريقية وخبراؤنا وعلماؤنا منتشرون فى شتى بقاع الأرض يقدمون أفضل ما عندهم من علم ومعرفة لشعوب العالم. نحن قادرون على بناء وطن جديد يتسع للجميع, لافرق فيه بين مواطن وآخر الا بمقدار اخلاصه وحبه لتراب الوطن وحرصه على وحدته واستقراره, ولنعلم بأن التاريخ لا يرحم ولنعيد الثقة فى أنفسنا وأن لا نيأس فنحن السودانيين أمام تحدى كبير نكون أو لا نكون فلنقبل التحدى .... ولنكون وطن جديد قوى وعزيز العزة والمجد للسودان