من واقعنا نجاة الحاج ومن قراءاتي التكافل الاجتماعي عقولنا ووجداننا خلو من الروح الجماعي رغم أن روح الجماعة من موروثاتنا الاجتماعية والثقافية ( النفير) . نتكاتف خروجاً من المواقف الحرجة والأزمات والكوارث إن كان خريفاً أو فيضاناً ( أمطار) في المأتم صاحب العزاء يكاد لا يدّخل يده في جيبه والصواني تتطاقش حتى الكفن. عربة لوري وحلان المارة يتدافعون دون طلب من صاحب الحاجة، نعمل كشف مساعدة للزواج والعزاء حتى الوضوع ويخرج المولود جماعياً كل ذلك دون تميز لعرق أو لون، زيارة المريض والعواميد مليانة من واقعنا كلِ حسب مقدرته . سوداننا اليوم أحشاؤه تتمزق و أطرافه تؤكل ونحن نتصارع والبعض يتفرج ونطلب المعونة من العالم ومؤسسات الإحسان. (أهل علم الاجتماع) يعزون هذه الفرقة والشتات إلى المعادلات:- - أنت كل شي وأنا لا شئ - أنا كل شي وأنت لا شئ - أنا وأنت متساويان - أنا وأنت خصمان أنت كل شيء انصهرت فيك، وانعدم الرأي الآخر والمشورة، وان كنت أنا كل شيء والعكس صحيح وان كنا متساويان عمل كل طرف ليعلوا على الآخر وان كنا خصمان فارقنا البعض فراق الطريفي لجمله. أن لم يكن إدراكنا للحقائق حسياً ومعنوياً ومشبعاً بروح الجماعة ومستشعرين للخطر الماثل ويحركنا في دواخلنا روح الجماعة والرأي الجامع الذي لا تشقي البلاد به، إجماعاً ومشورة. نكون كالقابض على الماء، ونحن في كياناتنا السياسية يجب أن نجلس ونتحاور بروح النفير دون تفكك وإبعاد لانتشال البلاد من هذه الهوة السحيقة . الاخبار