البشير .. كل حل عندو ليهو مشكله! تاج السر حسين [email protected] حينما أكتب مقالا عنوانه (البشير) أعلم بأن القارئ المحترم يدرك بأنى اقصد نظام (الأنقاذ) أو المؤتمر الوطنى بكامله، لا شخص رئيسهم البشير وحده. والسودان الآن وللأسف تحكمه (عصابه) أو (بلطجيه) كما يقال عنهم فى دولة مجاورة يتصرف كل منهم بحسب ما يمليه عليه مزاجه دون مؤسسيه أو عقلانيه أو ديمقراطيه. وأمامنا الآن مثل قريب وهو الأتفاق الذى وقعه أحد (صقور) النظام (نافع على نافع) مع الحركه الشعبيه حول أحداث ولاية جنوب كردفان وبعض الخلافات الأخرى مثل وضع حزب الحركه الشعبيه فى شمال السودان. وفى بداية الأمر كان جهلاء (المؤتمر الوطنى) يرددون بأن حزب الحركه الشعبيه أسمه مأخوذ من حزب اصبح الآن تابعا لدولة الجنوب التى أستقلت من السودان القديم، وأن تلك الحركه وقادتها كانوا السبب فى الأنفصال، لذلك لا يحق لهم تأسيس حزب بذات الأسم فى الشمال. فسخر منهم المثقفون كلهم بل حتى الأعلاميين التابعين لهم، وطرحوا عليهم سؤالا يقول (ومن هى الجهة التى من حقها أن تحدد بأن الحركه الشعبيه هى المسوؤله وحدها عن الأنفصال)؟ وبعد افتضاح امرهم من خلال اقلام كثيره كتبت بأن اسم الحزب (الحركه الشعبيه) أو حتى الأيدلوجيا التى تتبناها (الحركه) لا تمنع تأسيس حزب مماثل فى الشمال، لأن حزب الأخوان المسلمين الذى يتبنى فكره (المؤتمر الوطنى) اصله مصرى، وحزب البعث اصله سورى والحزب الشيوعى مرجعيته (روسيه) وهكذا. ذهبوا لمبررات جديده أعترفوا فيها بأن الحزب تأسس فى الشمال، لكن رئيسه وأمينه من الجنوب ويضم عدد من الجنوبيين، (فقتل لهم) قادة الحركه الشعبيه (الدش) فى يدهم، وأعلنوا عن فصل جميع اعضاء الحزب الجنوبيين وأكتفوا بعضوية الشمال. لكن ذلك كله لم ينفع ولم يشف غليل (المؤتمر الوطنى) فقضيته الأساسيه هدم مشروع (السودان الجديد) الذى اصبح يمثل حلما لكافة السودانيين خاصة وسط مجتمع (الشباب) الجاد الذى يمثل الأمل فى أحداث التغيير فى المستقبل القريب، اسوة باقرانه فى المنطقة. وهو مشروع قادر حل مشاكل السودان كلها – دون شك- مع بعض (المراجعات)، لأنه يدعو الى المساواة التامة بين السودانيين والى احترام الأديان كافة وعدم تدخلها فى السياسة والى الأعتراف بالتنوع الثقافى فى السودان وعدم هيمنة ثقافة واحده. ولذلك تنصل (المؤتمر الوطنى) وتراجع عن ذلك الأتفاق الذى وقعه المتشدد (نافع) وهو يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية ونائبا لرئيس الحزب، بمجرد عودة (البشير) من الخارج، ولم يعوزهم المبرر (المخجل) وهو أن ذلك الأتفاق لم يعرض على امانات (الحزب)، وكان ذلك التراجع اول حاله يختلف فيها شخص فى المؤتمر الوطنى مهما بلغ حجمه مع (نافع) فيبلع نافع كلامه، ولا يتغدى به كما فعل مع (قوش) وغيره من القيادات الأنقاذيه . الشاهد فى الأمر أن هذا (المؤتمر الوطنى) وبتقلباته كلها ومنذ 30 يونيو 89، لم يطرح حلا لمشكلة سودانية الا تولد من ذلك الحل الف مشكله جديده! الم يعدوا أهل السودان بحل مشكلة الجنوب التى أستعصت على الأحزاب السودانيه المختلفه خلال شهرين فقط ، فتطورت المشكله وحصدت ملايين الأنفس وكانت نهايتها (الأنفصال)؟ الم يجدوا مشكلة دافور اقل مما هى عليه الآن، فعقدوها ودولوها، ووصلت حدا لا يقل عن قضية الجنوب؟ الم يستخدموا الحيل فى (ابيى) والبوا القبائل التى كانت تتعائش سلميا مع بعضها البعض وجعلوا الأممالمتحده تدخل فى نهاية المطاف وتفرض تواجد قوات أثيوبيه فى تلك المنطقة؟ الم يفرضوا على الجنوبيين رقما خرافيا لمرور البترول الى ميناء التصدير، والحال سهل للغايه وهو ان تحدد نسبة معقوله بعد أستشارة الدول التى يمر بترول عبر أراضيها والأستفادة من خبرة تلك الدول للوصول الى حل يرضى الطرفين؟ وهل يعقل أن يحدث ذلك و(البشير .. كل حل عندو ليهو مشكله)، بدلا من (كل مشكله عندها حل)؟