دا وقتو ؟!!! كمال كرار أحسب معي عزيزي القارئ تكلفة الحرب وثمن السلام في بلادنا ولنأخذ الدمازين مثلاً من أجل تقريب الصورة في " تالت " أيام العيد انطلقت طلقة – ولا يهم من الذي أطلقها – أشعلت حرباً دموية كانت تستعد لها أطراف النزاع هنالك . وبالطبع صرفت أموال هائلة علي الذخائر والمعدات الحربية التي استعملت في القتال وصرفت أموال كبيرة علي نقل الآلات والمدافع الحربية من منطقة إلي منطقة . والجنود الموجودون هنالك ، ستصرف عليهم " قروش " إضافية طالما كانوا في منطقة عمليات من بدلات وحوافز وهلم جرا . وهنالك من جرح أو قتل بسبب الاشتباكات ، وهي خسائر بشرية لا تقدر بثمن . وأيضاً حدثت أضرار مادية في الممتلكات وربما البنية التحتية ستكلف أموالاً طائلة من أجل إعادة بنائها . وناس كتيرة نزحت من الدمازين وضواحيها خوفاً علي حياتهم وتركوا بيوتهم بما حوت ولسان حالهم يقول الخلا ولا الحرب . وتعطلت بالطبع الخدمة المدنية والمصالح الخاصة والتجارة والخدمات وما شابهها وراحت الزراعة في خبر كان ، " والمزارعية " دقشوا الخلا للكرمك والحدود وربما القردود . والمدارس أغلقت وربما المشافي وأصلاً كان السكر مافي . وسيجتمع المجلس الوطني في جلسة طارئة للموافقة علي قرارات المؤتمر الوطني وفي الجلسة مصاريف وحوافز . وصدرت قرارات جمهورية بتعيين حاكم عسكري وحكومة بالدمازين لها مخصصات وبدلات ومواتر وعربات . أجمع واطرح واقسم تجد الجملة كم مليار جنيه جديد " لنج " طارت من الخزينة العامة التي يوجد فيها " فار " كبير قابع في مكان إيرادات البترول . أما ثمن السلام – المفتري عليه – والذي راح شمار في مرقة فكان لا يتعدي ثمن بضع تذاكر " طيارة " إلي أديس أبابا حيث الاتفاق الاطاري ولو ما فيش قروش الوفود تمشي كداري وربما نضيف عليه ثمن حفلة مدنكلة في القصر الجمهوري أو حدائق كافوري أو برنامج تلفزيوني تقدمه بخيتة الجبوري . بالطبع لا مقارنة بين تكلفتي الحرب والسلام ، ولكن مصائب قوم عند قوم فوائد ، وسبارس قوم عند قوم سجائر ، ونفايات قوم عند قوم موائد . قالت مساعدة طيار امريكية أسرت عندما أسقطت طائرتها في العراق عند بداية هجوم التحالف أنها حملت إلي بغداد في عربة عسكرية وكانت تنزف بشدة فحاول أحدهم مداعبتها – وكان قد همّ بها – فقالت بآخر نفس " دا وقتو " . موية مافي ومدارس مكسّرة ومستشفيات مضروبة وكهرباء مافي وجنوب انفصل وقروش مافي ودستور جديد مختلف عليه وحكومة جديدة في الفرن وأسعار في السماء ومواهي قليلة وعطالة بالجملة دا وقتو يا المؤتمر الوطني ويا سناء حمد الفي الهواء البارد وليس عتمور " أب حمد " . الميدان