إليكم الطاهر ساتي [email protected] نداء السودان ... كرة في ملعب الأزمة ..!! ** الأستاذ صديق يوسف، عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي، يشدد على نزع سلاح جيش الحركة الشعبية وحصر حمل السلاح على القوات النظامية فقط، ويستنكر عدم تنفيذ بروتكول الترتيبات الأمنية..حديث صديق هذا، والذي نشرته صحف البارحة، جاء على هامش رصد الصحف لحملة (نداء السودان)، والتى دعت عبرها قوى المعارضة الحكومة والحركة الشعبية إلى وقف الحرب بالنيل الأزرق وجنوب كردفان، ثم الشروع فورا في إجراء حوار جاد - تشارك فيه كل القوى السياسية والحركات المسلحة - ترتكز على وحدة وإستقرار البلاد بلا تخوين لأية جهة أو إدانة لأي طرف، وإعتبار أن الحلول العسكرية - والثنائية - لن تحل الأزمة الراهنة ولن تحل قضية السودان..ويطالب (نداء السودان) بتشكيل لجنة تحقيق محايدة لمعرفة ماحدث بالنيل الأزرق، ثم لجنة لإغاثة المتاثرين وإعادة النازحين ليلحقوا الموسم الزراعي، مع تأكيدهم إدانة وتجريم أي طرف يرفض أو يتلكأ في إيقاف الحرب..هكذا محتوى مبادرة نداء السودان التي شاركت في صياغتها كل القوى السياسية بدار حزب الأمة..!! ** قبل أن تعلن قوى المعارضة مبادرتها تلك للرأي العام، تلقى زعماءها موافقة ياسر عرمان، الأمين العام للحركة الشعبية، بل وإستعداده لوقف إطلاق النار والدخول في تفاوض مع الحكومة لحسم كل القضايا الخلافية..هكذا تضع قوى المعارضة الكرة في ملعب الحكومة وتختبر مصداقيتها أمام الرأي العام..فالحرب - ولو دارت رحاها ساعة من الزمن - فإنها تهلك المواطن وتستنزف موارد البلد..والحرب - عمرها- لم تحسم قضية خلافية بين طرفين، بل يشهد التاريخ الإنساني بأن كل القضايا التي أديرت بلغة السلاح تم حسمها بلغة الحوار والتفاوض..وكان، ولايزال، وسيظل المواطن السوداني هو الخاسر الوحيد من هذه المعارك العسكرية، سابقة كانت أو حالية أو مرتقبة..ونحمد لقوى المعارضة بأنها تؤمن - أو توصلت - لتلك القناعة، أي لقناعة : قد تكسب بالحوار ما لن تكسبه بالحرب،وأن الأمن والسلام والإستقرار و وحدة البلاد يجب أن يعلو فوق كل الخلافات السياسية والحزبية.. ثم هذه المبادرة الوطنية المسؤولة تكشف - بما لايدع مجالا للشك - بأن سوق العنف لم يعد يجد رواجا في أجندة النخب السياسية ولا في أوساط قواعد أحزابهم.. !! ** ثم مبادرة وطنية كتلك بمثابة فرصة ذهبية - قد لا تتكرر- للحكومة للخروج من هذه الأزمة بأقل خسائر..نعم، حتى ولو سيطرت القوات المسلحة على كل مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان، فهذا لايعني - بأي حال من الأحوال - بأن (القضية حسمت) أو أن ( الأزمة إنتهت)..فالقضية لن تحسم، وكذلك الأزمة لن تنتهي إلا بالنظر إلى مثلك هذه المبادرات بعين الإعتبار، بلا تخوين لأي حزب أو توجس من زعيم حزب.. زعماء المعارضة ما هم إلا بعض بناء السودان الذين يحبون وطنهم بصدق ويحرصون على سلامة شعبه وفق رؤاهم وتقديراتهم السياسية، أوهكذا يجب أن ينظر إليهم الحزب الحاكم حين يتقدمون بمبادرة كهذه في مرحلة عصيبة كالتي تمر بها البلاد حاليا في كل مناحي الحياة، سيادية كانت أو سياسية أو إقتصادية.. ولاننسى بأن حرب يوم بمنطقة أبيي جاءت بكتائب حماية أثيوبية، وكأن البلاد ( كانت ناقصة قوات أجنبية)، ولا يعلم أحد ماذا يخبئ القدر بالنيل الأزرق وجنوب كردفان في حال إستمرار الحرب والنزوح وعدم الإستقرار ؟..أي منعا لتدفق المبادرات الأجنبية والمغلفة - دائما - بالجيوش الأجنبية، على الحكومة أن تبادر بقبول مبادرة (نداء السودان)، من حيث المبدأ، كما بادرت الحركة الشعبية بقبولها من حيث المبدأ، لتكون بمثابة نواة لوقف إطلاق النار بالنيل الأزرق وجنوب كردفان، ثم لتكون بمثابة ورقة تؤدي إلى الجلوس على مائدة حوار..أقول قولي هذا مع يقين مفاده : لن تجد هذه المبادرة آذانا صاغية في خضم (قعقة السلاح) و(ضجيج التعبئة )،ولكن يوما ما، حين تتلاطم أمواج المبادرات الأجنبية، سوف يبحثون عن مبادرة نداء السودان ويتذكرونها بلسان حال قائل ( ياريت لو قبلناها )..فأقبلوها اليوم، قبل يوم ( ياريت ) ..!! ........... نقلا عن السوداني