أجندة جريئة. دبلوماسية (إذا رأيت نيوب الليث..) ..!! هويدا سر الختم أمريكا.. ومن خلالها مبعوثها في السودان السيد ليمان بعثت للحكومة السودانية برسالة تهديد سافر.. لكن مع ابتسامة عريضة تحاكي بيت أبي الطيب المتنبئ اذا رأيت نيوب اليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم. المبعوث الأمريكي قال ان الحكومة السودانية ترتكب خطأ جسيماً عندما تحظر عمل الحركة الشعبية في الشمال.. وتغلق دورها وتصادر ممتلكاتها. وتساءل المبعوث الأمريكي ( مع من تتحاور الحكومة .. عندما تغلق دور الحركة الشعبية..). بالطبع الحكومة السودانية لن تستطيع الاحتجاج بأن ذلك شأن داخلي ومن صميم أعمال السيادة السودانية.. لسبب واحد لا غيره.. أن وجود المبعوث الأمريكي أصلا هو للتدخل في الشؤون الداخلية للسودان.. وقبلت له الحكومة السودانية منذ عهد المبعوث الأول السناتور جون دانفورث الذي كان له فضل التوصل لأول وقف اطلاق نار حقيقي في حرب جنوب السودان عام 2001 ( عقدت المفاوضات في سويسرا والإتفاق كانت يغطي منطقة جنوب كردفان وحدها).. وفي كفة أخرى .. تأمل الحكومة السودانية أن تنال رضاء أمريكا وترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب.. ويتأهل السودان تلقائياً لرفع العقوبات الاقتصادية المضروبة (ضرباً) علينا من العام 1997. في رأيي أن مشكلة العلاقات السودانية الأمريكية تتخلص في نقطة واحدة وهي .. أن أمريكا تحسابنا بالجملة.. ونحن نتحاسب معها بالقطاعي.. أمريكا تنظر لمجمل سياسينا الداخلية وتأثيرها على الأوضاع في السودان وربما المحيط الاقليمي.. بينما نحن نتحاسب بالقطعة.. تصريح بتصريح.. تصريح من مسؤول أمريكي نرد عليه بالصاع صاعين.. ترفض السفارة الأمريكية في الخرطوم منح تأشيرة دخول لمسؤول سوداني فنلعن (كرستوفر كولومبوس) الذي اكتشفها (فتسبب في كل هذا الوبال الدولي على السودان) .. ثم نفرح جداً إذا صدر بيان من وزارة الخارجية الأمريكية يؤنب حكومة جنوب السودان ويتهمها بأنها وراء زعزعة الاستقرار في الجنوب الجديد للسودان. طيب.. لنسأل أنفسنا بكل أريحية.. لو تركنا دار الحركة الشعبية مفتوحاً.. ومددنا حبل الصبر (السياسي) وانتظرناها لتوفق أوضاعها في مجلس الأحزاب لتصبح حزباً كامل الدسم.. هل كنا (غلطنا في البخاري).. لماذا نظهر دائماً متعجلين ونفعل الفعل ثم ننظر في عواقبه. عالم اليوم لا يسمح للدول بان تفعل كل ما تفعل في شعوبها وداخل أسوار بلادها بدون حساب دولي.. ونحن ننظر للمجتمع الدولي ليساعدنا في مجالات كثيرة نحن في أمس الحاجة إليها .. وننتظر امريكا أن ترفع المقاطعة الاقتصادية لرفع البلاء عن تدفقات الأموال على بلادنا.. فلماذا لا (نحسبها صاح).. كم نربح من اغلاق دور الحركة الشعبية.. وكم نخسر عندما نهز سمعتنا الدولية ونربك جهود المبعثويين الدوليين . نحن في حاجة لنظرة استراتيجية بالجملة.. تتجاوز سياسات (القطاعي) التيار