هناك مقولة خليجية تقول «نريد أفعالاً وليس أقوالاً» وهناك المثل السوداني الذي يقول «أسمع كلامك أصدقك أشوف عمايلك استغرب» أقول هذا بمناسبة النبرة الودية واللهجة التي تتسم بالحميمية التي طالعنا بها باقان هكذا بدون أي تمهيد أو تدرج بل بشكل مفاجئ بل ويدعو للدهشة. ولكننا هل سألنا أنفسنا عن سر هذا التحول العجيب الغريب. وهل سألنا أنفسنا كذلك عن مغزى البدء باتفاقية الحريات الأربع وكما جاء في أحد أعمدة الأستاذ الطيب مصطفى أن الشخص الذي تم له التمتع بهذه الحريات بموجب هذه الاتفاقية لا يجوز حرمانه منها بسبب التعديل أو وقف تنفيذ هذه الاتفاقية. هل سمع أحد من الأولين أو الآخرين بمثل هذه الاتفاقية التي تقول علناً «سيك سيك معلق فيك» وتقول كذلك إن وراء الأكمة ما وراءها. ولنسأل ونتساءل: لماذا وافق وفدنا المفاوض على هذه الاتفاقية بهذا المضمون الخطير، وهناك ما هو أهم منها في نظرنا ويجعلنا مطمئنين إذا ما وقعنا الحريات الأربع فيما بعد، ولكن بدون الفقرة التي لا يغيب الهدف من إيرادها حتى على أي غافل أو ساذج، أعني بما هو أهم منها اتفاقية أمنية تُبعد أولاً حركات دارفور المسلحة من أراضي دويلة الجنوب وسحب الفرقتين التاسعة والعاشرة من جنوب كردفان والنيل الأزرق ووقف الدعم العسكري والسياسي والمالي للمتمردين عبد العزيز الحلو ومالك عقار هنا سنتأكد من أن الحميمية التي صبغت لهجة باقان أموم فجأة هي فعلاً مرحلة تحول في سياسة حكومة هذه الدويلة العاقة تجاه السودان وفضلاً عن ذلك كله أن تعلن تخليها عن فكرة السودان الجديد، أنا متأكد تمام التأكد أن كل ذلك لن يحدث لأن دويلة سلفا كير لا تملك قرارها وإن كل ما تردده هو صدى لما تمليه عليها أمريكا وكل هذه المسرحية التي يقوم بها باقان هذه الأيام هي مخطط أمريكي فقد جاء في الأنباء أن هناك تقريراً دولياً كشف عن تورط أمريكا وفرنسا في التمرد بجنوب كردفان برعاية دويلة الجنوب عن طريق تقديم دعم مباشر للعمليات العسكرية بجانب مساندة المتمردين بنية تغيير حكومة الخرطوم وكما هو معلن فإن تغيير الحكومة الهدف منه طمس هوية السودان العربية والإسلامية ومن ثم تفتيت السودان إلى عدة دويلات. وهل يمكن أن نصدق حكومة جوبا على أي اتفاق توقعه معنا بعد اتفاقية وقف العدائيات واتفاقية الحريات الأربع؟ فقد هاجمت قوات الحركة الشعبية بحيرة الأبْيَض ومنطقة هجليج قبل أن يجف المداد الذي كُتبت به الاتفاقيتان ففي الأولى لأهداف عسكرية إستراتيجية وفي الثانية لأسباب اقتصادية استهدفت النفط السوداني ومن يعش يَرَ. إننا نتعامل مع حكومة ليست لها أية مصداقية وإذا ما استمرت في الحكم فلن يهدأ لنا بال لأن ما تقوم به من مؤامرات وعدائيات ضدنا تقوم به بالوكالة عن أمريكا وإسرائيل. ونذكر أن وزير الأمن الإسرائيلي أعلن بكل وقاحة قبل سنتين أنهم استطاعوا أن يدخلوا إلى دارفور في معية المنظمات الأمريكية وأنهم لم يستهدفوا السودان في السنوات الأخيرة وإنما كان ذلك منذ استقلاله لأنهم يعلمون أن أرض السودان تزخر بثروات هائلة ولذلك فإنهم لن يتيحوا له أن يستقر ويستثمر هذه الثروات ويصبح دولة كبرى في المنطقة وبالتالي سيدعم الدول المواجهة لهم. هامش: إعلان الرئيس البشير التعبئة والاستنفار ما كنا نرجوه ونتطلع إليه. هامش ثانٍ: نقول لباقان إن المتنبي قال: إذا رأيت نيوب الليث بارزةً فلا تظننّ أن الليث يبتسمُ