(1/6) عبد الهادي صديق هاشم [email protected] البريد من رحم المؤتمر الوطني كان ميلاد المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي المؤسس التاريخي لكل هذا التسلسل والتتابع الأزلي للحركة الإسلامية في دولة السودان الحديث ومن هذين الاثنين بزغ للناس خليل إبراهيم يتزعم الحركة المسلحة في غرب البلاد ليكون الذراع الباطش للمؤتمر الشعبي في صراعه المستميت من اجل إعادة السلطة من أصحاب القصر و البقاء وفي ذلك كان الضحية الشعب السوداني المسكين الذي علي حسابه تم كل هذا التقاتل والتناحر دونما أي مراعاة له ...إذا ما هي العوامل المشتركة للثالوث الاسلاموي (الترابي ..خليل .. البشير ) ما يجمع هؤلاء أكثر من ما يفرقهم وما يقربهم اقوي امتن من أي رابط عرفه الإنسان ..!! يتفقون تماما في عداءهم السافر والواضح وغير المدسوس والممارس ضد النهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة وميلهم الشديد للعنف وعدم إيمانهم بالحرية الكاملة للفرد والجماعة ومبدأ حقوق الإنسان في هذه البسيطة ..!! يتفقون كثيرا وبلا هوادة في مسائل الدولة الدينية وإسلامية الحكم وشعارات الحاكمية لله والتستر والتمترس خلف المقدسات من اجل غايات سياسية ؟؟ وما الاختلاف بين البشير من جهة والترابي وخليل من الجهة الاخري ألا صراع حول بريق السلطة وحلاوة الجاه وتباين من اجل السعي إلي كراسي الحكم عبر استغلال الدين في السياسة وتغبيش الأجواء والعقول حتى يتسنى لهم الصيد في عكر المناخات الفاسدة .... التفارق و التباعد الذي يبدو للعيان وللمشاهد والمتابع والذي حدث في نهايات القرن الماضي فيما بات يعرف (نزاع القصر والمنشية) والذي اظهر الكثير من التقزز والمقت الاسلاموي الذي فجر بالخصومة إلي ابعد مدي ممكن وتناسي كل الإخوة المدعاة منذ أكثر من اربعة عقود.. والذي كان بردا وسلاما علي الشعب السوداني المسكين ورحمة من رب العباد ..ذاك التفارق كان نزاع مميت حول القصر المفدى وليس كما يبرر الشعبيون ولا كما يصوره جماعة خليل إبراهيم في الضخ المكثف في عنصرية النظام بقدر ما هو بكاء علي كنز تناثر من بين الأيدي ...فكلا الأطراف ما زالوا عنصريون كل تجاه الأخر(المؤتمر الوطني/ خليل إبراهيم).. متناقضون في توافق نحو الدولة الدينية ...؟؟!! فكل هذا الحراك ما هو إلا صراع مصالح وأهواء شخصية يتداخل فيه التحاقد والتباغض ومطامع ذاتية علي حساب الشعب وفي ميكافيلية واضحة . من ناحية الشعبي وخليل إبراهيم ومجموعته نري التنسيق والعمل المشترك واضح جدا والمباركة المتبادلة لكل ؛ولمسات الشعبي واضحة جدا في حركة خليل إبراهيم ومجموعته (العدل والمساواة- سابقا بعد إن تم عزل خليل بواسطة القوي العسكرية للحركة) فان المراقب يري انه في طوال الفترة السابقة لا يجد أي توضيح مباشر في المسائل الجوهرية للصراع الحقيقي في البلاد مثل مبدأ الدين والدولة والعلمانية وعلاقة السياسة بالقداسة ففي كل المحافل الإعلامية والندوات والملتقيات ذات الشأن العام تري إن تحالف( العدل/الشعبي)يهرب من هذه التساؤلات الملحة والحاسمة في شأن النزاع الدائر الآن في الدولة السودانية ..في أحيان كثيرة لا يدري المتسائل هل هذا الهروب ناتج عن الجهل في الجدلية الفكرية لعمانية الدولة ودينيتها أم غض متعمد للطرف عن هذا التساؤل ؟؟!! في أحايين كثيرة يتعلل خليل ومجموعته بأن الشعب لا يأبه بهذا الموضوع (الدين في السياسة)ولا يعنيه .. وهذا ليس بصحيح ولكن اليقين إن تحالف العدل/الشعبي وتواطؤ الاثنين مع البشير يثبت قناعتهم إن الدولة الثيوقراطية هي الأساس للحكم ....وكثيرا ما تناجي بذلك أعضاء المكتب التنفيذي(سابقا) في حركة العدل والمساواة (مجموعة خليل إبراهيم) وعبروا عن أشوقهم للدولة الإسلامية المبنية علي مبادئ الحركة/الجبهة الإسلامية , وقرائن الأحوال في هذا المنحي عديدة وملموسة ومحسوسة ومرئية .. في الهتافات والتكبير والتهليل وافتتاحيات وختام الجلسات بنفس طقوس الجبهة الإسلامية وكذا في الندوات واللقاءات ..؟؟!! خليل .. الترابي .. البشير ..تواطؤ أضداد و توافقها فهذا الثلاثي لا يختلف كثيرا عن بعضه في الجوهر والمعني والمفهوم والمضمون فجلهم أنماط متنوعة لحقيقة واحدة هي التأمين علي مبدأ الإسلام السياسي في السودان والاستغلال الرخيص للمقدس في السياسة وتديين الدولة ... وكل الخلاف الحالي حول السلطة والأهواء الشخصية الدنيئة مهما تدثر بالشعارات البراقة .. والأمرالاكثر مرارة فان هذا الثالوث يتشارك في كل شيء حتى حقدهم الدفين وبغضهم تجاه رفاهية الشعب السوداني الذي كثيرا ما دفع ثمنا غاليا تجاه ترهاتهم وما زال يفعل ..!! الاستدراك الراهن والسؤال العاجل ..؟؟ هل سمع احدهم أن اختلف هؤلاء الثلاث في مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية وعلمانية الحكم ..بالطبع لا !؟ لان هذا ليس محل أي تخالف أو تباين أو تفارق بل كل الاختلاف حول من منهم الأكثر أحقية في كرسي السلطان بغض النظر عن كيفية الوصول إليه (الكرسي) وما هو الثمن لذلك ؟ إذن ما التناحر والاختلاف والانشقاق والتباغض الظاهر ..ما هو إلا مجرد تواطؤ لهؤلاء الأضداد ظاهريا والمتفقون جوهريا .... و نواصل