ليس للفيلم علاقة بتوصيات الموازنة العامة حول توسيع المظلة الضريبية ، كما أنه بعيد كل البعد عن الزيادات المستمرة في الضريبة علي القيمة المضافة وأي حشرة أو آفة (قرضت ) قطن المزارعين بسبب المبيد الفاسد . ولم يكتب سيناريو الفيلم حاكم مصري من عهد التركية السابقة التي جننت الناس بالضرائب وما يسمي بالدقنية الفيلم المنشور علي صفحات جرائد الخميس بطله مدير الضرائب والنقابات وعنوانه ( تأميني وتأمينك ) . من الإعلان مدفوع الأجر فهمنا أن موظفي وعمال الضرائب كانوا يتعالجون وفق صيغة متفق عليها عن طريق هيئات التأمين الصحي الحكومية . وسرد الإعلان الذي أصدرته تنسيقيات الهيئات النقابية بالضرائب ما فعله " المدير " أو الأمين باصراره علي أن تؤول الخدمات الصحية لشركة تأمين خاصة إسمها النيل الأزرق . وقال البيان أن المدير يمارس ضغوط من أجل أن يوافق العاملون علي ما ينوي . وقال النقابيون في إعلانهم أنه " أي المدير " تدخل حتي في مسألة الإشتراكات النقابية مما يعني عدم الإعتراف بالنقابات . وقالوا ثم قالوا ثم قالوا . المؤكد أن الإعلان لم يصدر إلا بعد أن فشلت الطرق الأخري ، ولكنه يعكس فيما يعكس إمبراطوريات البيروقراطية التي لا حدود لسلطاتها . ومنذ أن حلت الإنقاذ في بلادنا بمقولة ( الولاء قبل الكفاءة ) صار الوصف الوظيفي لأي مدير يطابق اللقب الأموي القديم – الحاكم بأمر الله – فصل مدير جامعة جوبا ( زمااان ) الدكتور فاروق كدودة بعد أن قال له خطبة عصماء مفادها ( أني رأيت في المنام أنني أفصلك ) . وقال مدير آخر للموظفين في اجتماع عام ( اللي بخش مكتبي بي جزمته أنا برفدو ) وكأنما المكتب الحكومي جامع أو مسيد . ورفد مدير ( قطاع خاص ) 61 موظفاً بجرة قلم لأنهم طالبوا بزيادة المرتبات ، وفصل آخرون ناس كل جريمتهم أنهم كونوا تنظيماً نقابياً بشركتهم . وبينما تدور أحداث الفيلم الضرائبي في قلب الخرطوم فإننا لم نسمع تعليقاً أو همسة من إتحاد النقابات الكائن في قلب الخرطوم أيضاً . اجمع واطرح واقسم عزيزي القارئ لتعرف كم من الأموال تستقطع لقاء تأمين ناس الضرائب شهرياً ، وكم هي الأموال الفعلية التي تصرف لقاء علاجهم لنفس الشهر واحسب الفرق ( الملياري ) . في شروط العقد الجديدة لموظفي الدولة نقترح إضافة المادة 27- و- ط والتي تقرأ " تستقطع 3% لصالح الخدمات العلاجية التي تحتكرها شركة زيد بن عبيد بن مدير الشركة أو صهره علي أسوأ الفروض " . تابوها مملحة تاكلوها قروض . الميدان