[email protected] لاشك ان الشباب هم امل الامة وقادة المستقبل وحاملي مشاعل التغيير ولنا في شباب تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا اسوة حسنة وهم يرفضون القهر والظلم ويسطرون ملحمة وطنية قدموا فيها كثير من التضحيات وهبت نسائم الحرية على مصر وتونس والاخرى على وشك . هذا الواقع نجد اننا في السودان لاننفصل عنه كثيرا حيث ظل السباب السوداني يعاني كثير من الاشكالات التي افرزها الواقع السياسي المتمثلة في تخبطات النخب في الرؤية والفكرة والعمل التنموي والنهضوي مما القى بظلاله على واقع الحياة العامة وظل الشباب يدفع فاتورة النتؤات والتشوهات الكثيرة التي اصبحت تشكل الواقع الان هذا الوضع يحمل كثيرا من الانين المصحوب بالتوهم الذي قضى على احلام وامال الشباب السوداني الذي يعاني من البطالة وانتشار الممارسات التي لم تتدثر بوقار السودنة وهذا نتاج للاحباطات الكبيرة التي تسللت الى النفوس . الواقع مذري ومحبط الى حد كبير هذه هي الحقيقة رغم محاولات التجمل التي تبرز هنا وهناك وتحمل التباشير للشباب واختلاط الحابل بالنابل في فهم من هم الشباب المستهدفين الذين يتوجب على الدولة من خلال مسؤليتها السياسية والادبية والاخلاقية في ان تسعى لحل اشكالاتهم هل هم شباب المؤتمر الوطني ام انهم شباب الاحزاب السياسية الاخرى ام انهم الشباب غير المنضوين تحت احد لواءات الانتماءات الضيقة هذه , وهذا السؤال تجيب عليه ايماءات الراهن حيث نرى ان جل اهتمام الحكومة بالشباب لايخرج عن دائرة ابناءها اي شباب المؤتمر الوطني وهذا مايجعل تساؤلات اخرى تطفو الى سطح التناقضات التي نبني عليها سياساتنا هل شباب المؤتمر الوطني يمثلون الشباب السوداني وهل هم الاغلبية من بين الشباب السوداني هل هم مؤهلين للقيام بالاداور الوطنية اكثر من الاخرون ماهو اسهامهم في تاريخنا الحديث الذين يئن بالمشكلات والتي بالتاكيد انهم جزء منها هل لهم مبادرات عملية للحل ام ان دورهم يقتصر في التجمعات التي تغمرها رائحة الشواء والملذات والطيبات وهل المنظمات الشبابية والاتحادات الطلابية التي يتدارون من خلفها لها دور في واقعنا السياسي والاجتماعي ام انها لافتات مضيئة لتسير دولاب العمل التنظيمي وغيرها من التساؤلات الملحة التي يتوجب على المعنيين بامرها اجابتنا حولها حتى نحدد العلاقة بيننا وبينهم خاصة اننا من السواد الاعظم من الشباب الذين يكفرون بالنخب والاحزاب السياسية ويؤمنون بالقومية والتلاقي في براحات هذا الوطن الجميل بعيدا عن هذا الاطار الفسيفسائي الممقوت نود ان نعرف لماذا تم اقصاءنا عن المشروع المستقبلي للسودان لاننا خارج دائرة الشباب الاسلاميين الوطنيين ام اننا لانملك ادوات الاسهام في مجالات تطور ونهضة امتنا هذا الوضع جعل الهوة تتسع بيننا كسودانيين ومن المؤسف ان نسير على نفس نهج النخب الذي خلف هذا الواقع المأزوم نحن نحتاج الى رؤى قومية للخروج من هذا الجب لابد ان نتحاور ونتفاكر من اجل مستقبل نؤمن فيه بقبول الاخر ويكون التعدد الذي تذخر به بلادنا مصدرا من مصادر القوة والتقدم والاذدهار بدلا من ان يكون مصدرا للتشرذم والانقسام والغبن الاجتماعي , فهل يتداعى الشباب في بلدي لتغيير الخارطة المشوهه هذه ام انهم سيظلون يحملون امراض الماضي ويعبرون بها جسر الحاضر نحو غد ملئ بالضغائن والغبن الناتج من سياسة الاقصاء والتهميش . هذا مالا نرجوه طالما اننا قادرون على التغيير والذي له سبل شتى الا ان افضل الطرق هو تقبلنا لبعض من خلال نهج الحوار وان تكون الاجندة الوطنية هي سفينة نوح وما دونها اي الاجندة الذاتية والحزبية فالطوفان كفيل بها.